مقالات صحية

لم تعد جراحة صمام القلب مخيفة، باستخدام تقنية جراحة المنظار بجروح صغيرة

Share:

لم تعد جراحة صمام القلب مخيفة، باستخدام تقنية جراحة المنظار بجروح صغيرة

بعدٌ جديدٌ في جراحة إصلاح أو إستبدال صمام القلب وذلك من خلال تقنية المنظار. حيث يتم إحداث جروح صغيرة بحجم 4-5 سم فقط، مما يجعل التشافي من الجراحة بشكل أسرع، ومدة التنويم في المستشفى تكون أقل، والعودة إلى ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي خلال شهر واحد.

القلب هو العضو المسؤول عن ضخ الدم إلى جميع الأجزاء المختلفة للجسم، حيث يوجد في القلب 4 صمامات رئيسية، والتي تتمثل في: صمام ثلاثي الشرفات، والصمام الرئوي، والصمام التاجي، والصمام الأبهري. ومهمتها هي التحكم في سيران الدم ودورانه داخل حجرات القلب في الإتجاه الصحيح، مع عدم السماح للدم بالتدفق في الإتجاه المعاكس. وفي حالة حدوث تلف في صمامات القلب أو وجود مرض يتعارض مع أدائها الوظيفي، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث إضطرابات في عمل القلب وجعله يعمل بجهد أكبر، مسبباً بذلك تضخم في القلب أو إحتقان القلب أو الرئتين. ويمكن أن يهدد الحياة بسبب وجود قصور في القلب.

📝..الدكتور/ سيام خاشرون، جراح القلب في مستشفى ويشتاني. أفاد قائلاً: إن تشوهات صمامات القلب لها عدة أسباب، وهي كالتالي:-

  • أمراض صمامات القلب التنكسية (Degenerative Valve Disease): وغالباً ما توجد عند كبار السن، وهي ناتجة عن تدهور أنسجة صمام القلب.
  • أمراض القلب الروماتيزمية (Rheumatic Heart Disease): وهي ناجمة عن عدوى المكورات العقدية من المجموعة أ ، والتي تسبب الحمى الروماتيزمية. إذ إن تأثيرها تكون طويلة الأمد، بحيث تبدأ الأعراض عادة بعد 5-10 سنوات من الحمى الروماتيزمية.
  • وجود إلتهاب في صمامات القلب (Infective Endocarditis): والذي يحدث بسبب وجود عدوى في مجرى الدم فتنتقل عن طريق الدم لتستقر في الصمام. فينتج عن ذلك ظهور أعراض شديدة، ونوبات قلبية حادة لدى المرضى.
  • إحتشاء عضلة القلب (Myocardial infarction): أو ما يعرف بالنوبة القلبية. وقد ينتج عن هذا زيادة التسرب في الصمام التاجي.
  • الشذوذ الخلقية في الصمام منذ الولادة (Congenital Valve Disease): حيث يحدث التشوه الخلقي في رحم الأم، فتتسبب في نمو الصمام بشكل غير طبيعي.

هناك نوعان من الخلل الذي يصيب الصمامات، وهما: وجود تضيق أو تسرب في الصمام. إذ يمكن أن يحدث مع جميع صمامات القلب الأربعة. حيث يميل المريض إلى الشعور بالتعب بسهولة. فتتطرأ عليه آلام في الصدر، وخفقان في القلب، وعدم إنتظام الضربات في القلب، وتورم في القدمين. حيث يجب تقديم العناية الطبية بشكل فوري لمثل هذه الحالات. فإذا تبينت بأن الأعراض خفيفة، فعادة ما يوصي الطبيب بتناول الأدوية مع المراجعة الدورية لمتابعة الحالة. ولكن إذا كانت الحالة شديدة، فقد يلزم التدخل الجراحي لمعالجتها، وذلك إما بجراحة إصلاح الصمام أو إستبداله.

غالباً ما يحدث في جراحة الإصلاح أو الإستبدال لصمام القلب هو عمل شق كبير في وسط الصدر وهو مايسمى بعملية القلب المفتوح (Median sternotomy). حيث يتم قص عظام القفص الصدري من أجل الوصول إلى القلب. مما يتسبب في إصابة المريض بجرح طويل في منطقة الصدر، فضلاً عن أنه يستغرق فترة التعافي منه حوالي 3 أشهر حتى تلتحم عظام الصدر ببعضها البعض، قبل أن يتمكن المريض من إستئناف أنشطته المعتادة بشكل عادي.

في الوقت الحاضر، أصبح لدينا تقنيات جديدة في جراحة الصمام، وهي الجراحة بالمنظار. حيث يمكن إستخدام هذه التقنية في إصلاح صمام القلب أو إستبداله. لاسيما أن هذه الطريقة تساعد في فقدان الدم بكميات قليلة أثناء الجراحة، لصغر حجم الجرح وأيضاً لا تحتاج إلى قص عظام القفص الصدري، مما يجعل المريض يتعافى بشكل أسرع، فبالتالي تقل فترة المكوث في المستشفى. كما يمكنه العودة إلى حياته الطبيعية بعد شهر واحد إلى شهر ونصف، إعتماداً على قوة جسم المريض.

يمكن إستخدام هذه التقنية في جراحة جميع مشاكل صمامات القلب الأربعة، سواءً كانت لإصلاح الصمام أو إستبداله. إذ يتم إحداث شق جراحي رئيسي بطول 4-5 سم بين الضلوع أو في منتصف الصدر، وذلك بحسب موقع الصمام المراد علاجه. بالإضافة إلى إحداث جرحين آخرين أحدهما على جانب الصدر بعرض 0.5 سم، والآخر في الفخذ بطول 2 سم تقريباً، كما يمكن إجراء هذه العملية مع المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 89 عاماً. 

  • Readers Rating
  • Rated 4.8 stars
    4.8 / 5 (4 )
  • Your Rating



Related Posts