س: ما هو سرطان الدم أو السرطانات الدموية؟ وكيف تحدث؟
ج: السرطانات الدموية هي مجموعة من أمراض السرطان التي تنشأ نتيجة خلل في خلايا الدم أو في الخلايا الجذعية المسؤولة عن إنتاجها داخل نخاع العظم. يؤدي هذا الخلل إلى نمو غير طبيعي لتلك الخلايا وانتشارها في أنحاء الجسم، مما يعيق إنتاج خلايا دم سليمة. وينتج عن ذلك ضعف في المناعة، وزيادة في قابلية الإصابة بالعدوى، وسهولة حدوث النزيف، بالإضافة إلى فقر الدم.
س: ما هي أكثر أنواع السرطانات الدموية شيوعًا؟ ج: أكثر الأنواع شيوعًا هي:
سرطان الدم (Leukemia)
سرطان الغدد اللمفاوية (Lymphoma)
سرطان نخاع العظم (Myeloma)
س: ما أسباب الإصابة بسرطانات الدم؟ ج: ترتبط هذه الأمراض بخلل جيني في الخلايا الجذعية داخل نخاع العظم، وقد ينشأ ذلك عن عدة عوامل، منها:
العواملالوراثية: إذ قد تكون هناك قابلية للإصابة بالمرض لدى بعض العائلات.
التعرضللموادالكيميائية: مثل مادة البنزين.
التعرضللإشعاعاتالعالية.
العدوىالفيروسية: كفيروس HTLV-1 المرتبط ببعض أنواع سرطان الدم.
اضطراباتجهازالمناعة: سواء بسبب نقص المناعة أو نتيجة أمراض مناعية ذاتية يهاجم فيها الجسم نفسه.
س: ما المقصود بزراعة نخاع العظم؟
ج: زراعة نخاع العظم أو ما يُعرف بزراعة الخلايا الجذعية المكوّنة للدم (Hematopoietic Stem Cell Transplantation) هي إحدى الطرق العلاجية المتقدمة والفعالة لمرضى السرطانات الدموية، ولا سيما لمن لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية أو كانت حالاتهم شديدة.
تهدف هذه العملية إلى إعادة بناء جهاز تكوين الدم، وتعزيز المناعة، وزيادة فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة، مع تقليل احتمالية عودة المرض. إنها تمثل نافذة أمل جديدة تعيد للمرضى القدرة على استئناف حياتهم بقوة وصحة.
زراعة نخاع العظم… خطوة دقيقة تُعيد للحياة توازنها من جديد
س: ما الدور الذي يقوم به نخاع العظم؟ ولماذا يحتاج المريض إلى زراعته؟
ج: يُعدّ نخاع العظم المركز الرئيسي لتكوين خلايا الدم في الجسم. وعندما يصاب المريض بأحد أنواع السرطان، تتأثر الخلايا الدموية التي يُنتجها النخاع وتفقد طبيعتها السليمة. لذا، تُجرى عملية زراعة نخاع العظم بهدف “تطهير” النظام القديم واستبداله بخلايا جذعية جديدة وصحية، حتى يستعيد الجسم قدرته الطبيعية على إنتاج خلايا دم سليمة مرة أخرى
س: ما هي أنواع زراعة نخاع العظم؟ ج: تنقسم زراعة نخاع العظم إلى نوعين رئيسيين:
الزراعة الذاتية (Autologous Stem Cell Transplantation): تُستخدم فيها الخلايا الجذعية المأخوذة من المريض نفسه، حيث تُجمع وتُحفَظ قبل تلقي العلاج الكيميائي المكثّف، ثم تُعاد إلى جسمه بعد القضاء على الخلايا السرطانية.
الزراعة من متبرع (Allogeneic Stem Cell Transplantation): تُؤخذ الخلايا الجذعية من شخص آخر تتوافق أنسجته مع المريض، وقد يكون المتبرع أحد الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأخ أو الأخت، أو متبرعًا متوافقًا من خارج العائلة.
س: كيف تتم عملية زراعة نخاع العظم؟
ج: تُعد هذه العملية من أدق الإجراءات الطبية وتتطلب تحضيرًا شاملاً ودقيقًا للمريض. يبدأ التحضير بإجراء فحوصات شاملة تشمل تحليل الدم، واختبارات وظائف الأعضاء الحيوية، وتقييم الحالة العامة للجسم. وقبل الزراعة، يخضع المريض لعلاج كيميائي عالي الجرعة أو لإشعاع كامل الجسم بهدف تدمير الخلايا المصابة في نخاع العظم وإضعاف جهاز المناعة لتجنّب رفض الزرع. بعد ذلك، يقوم الطبيب بحقن الخلايا الجذعية السليمة عبر الوريد بطريقة تشبه نقل الدم، حيث تنتقل هذه الخلايا إلى نخاع العظم وتبدأ في تكوين خلايا دم جديدة.
س: كيف تتم رعاية المريض بعد زراعة نخاع العظم؟
ج: تُعدّ المرحلة التي تلي الزراعة من أكثر الفترات حساسية وتتطلب متابعة دقيقة داخل وحدة معقّمة خاصة. يستغرق الجسم عادة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى تبدأ الخلايا الجذعية بالاستقرار والنمو داخل نخاع العظم (مرحلة Engraftment). وخلال هذه الفترة، يكون خطر العدوى مرتفعًا جدًا نتيجة ضعف المناعة، لذا يُقيم المريض في غرفة عزل معقّمة مع مراقبة مستمرة لنسب خلايا الدم ووظائف الأعضاء وأي أعراض غير طبيعية. ويُعدّ الالتزام الصارم بالتعليمات الطبية والمتابعة المستمرة حجر الأساس في نجاح العملية وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي.
زراعة نخاع العظم… أمل جديد يعيد التوازن إلى الحياة
س: هل تنطوي عملية زراعة نخاع العظم على مخاطر؟
ج: على الرغم من أن زراعة نخاع العظم تُعدّ من الإجراءات العلاجية القادرة على تحقيق الشفاء الكامل في بعض الحالات، إلا أنها لا تخلو من المخاطر.فقد يُصاب المريض بعدوى أو تظهر حالة رفض مناعي تُعرف باسم داء الطُعم حيال المُضيف (Graft-versus-Host Disease – GVHD)، أو قد يحدث فشل في انغراس النخاع المزروع. ولذلك، يتوجب على المريض الالتزام الدقيق بتعليمات الفريق الطبي ومتابعة الإرشادات الصحية بعناية لضمان نجاح العملية وسلاسة التعافي.
س: لماذا تُعد زراعة نخاع العظم بمثابة “الأمل” لمرضى سرطانات الدم؟
ج: عندما تتحوّل خلايا الدم إلى “عدو صامت” داخل الجسم، يصبح سرطان الدم أحد أخطر التهديدات الخفية للحياة. وهنا تأتي زراعة نخاع العظم لتؤدي دورًا محوريًا في إعادة بناء الجهاز الدموي للمريض، واستعادة قدرته على إنتاج خلايا سليمة، مما يرفع معدلات الشفاء ويمنح المريض فرصة لحياة أطول وأفضل جودة.
س: ما النتائج المتوقعة عند نجاح زراعة نخاع العظم؟
ج : عند نجاح عملية زراعة نخاع العظم، فإنها تمنح الجسم “إعادة تشغيل حقيقية ” (Restart) فتعود الحياة بقوة إلى خلايا الدم، ويستعيد المريض طاقته وقدرته على المضي قدمًا بثقة وصحة.
We use cookies to manage your personal information in order to provide you with the best personalized user experience on our website. If you continue using the website, we assume that you accept all cookies on the website. Find out more.