فقر الدم: دليل شامل لفهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه - Vejthani Hospital | JCI Accredited International Hospital in Bangkok, Thailand.

مقالات صحية

فقر الدم: دليل شامل لفهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

Share:

نظرة عامة

يحدث فقر الدم عندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة. حيث تنقل خلايا الدم الحمراء الأكسجين إلى الأنسجة المختلفة في الجسم، مما يمنحه الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه. 

مرض فقر الدم، المعروف أيضًا بانخفاض الهيموغلوبين، من أعراضه أنه قد يسبب التعب والضعف. وإذا تُرك دون علاج، فقد يكون مهددًا للحياة.

إن مرض فقر الدم شائع جدًا بين البشر، ويصيب ما يُقدر بثلث سكان العالم. حيث يمكن أن يتراوح شدته بين الخفيف والشديد، ويمكن أن يكون حادًا أو مزمنًا. 

عادةً ما ينتج فقر الدم عن مجموعة من العوامل. كما أن هناك أنواع مختلفة من فقر الدم، كل منها يسبب انخفاضًا في عدد خلايا الدم الحمراء:

  • فقر الدم اللاتنسجي: يحدث بسبب عدم قدرة الخلايا الجذعية لنخاع العظم على إنتاج ما يكفي من خلايا الدم، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للنزيف والالتهابات غير المنضبطة. حيث يعتبر فقر الدم اللاتنسجي هو شكل من أشكال فشل نخاع العظم.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: هذا النوع من فقر الدم شائع جدًا، والذي يحدث عندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من الحديد لإنتاج الهيموغلوبين.
  • فقر الدم المنجلي: هو اضطراب في الدم ينتقل عن طريق الوراثة ناتج عن طفرة في جين الهيموغلوبين، الذي يؤثر على خلايا الدم الحمراء في الجسم، حيث يكون شكل خلايا الدم الحمراء في هذا النوع من فقر الدم كالمنجل أو الهلال. وقد تؤدي صلابة هذه الخلايا المنجلية إلى تأخير أو إعاقة تدفق الدم.
  • الثلاسيميا: هي إحدى أمراض الدم تنتقل وراثيا، وتحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الهيموغلوبين، وهو بروتين أساسي لخلايا الدم الحمراء.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات: يتميز هذا النوع بنقص في خلايا الدم الحمراء السليمة، والذي يحدث نتيجة انخفاض مستويات فيتامين B-12 والفولات. فبدون هذه العناصر الغذائية، ينتج الجسم خلايا دم حمراء كبيرة الحجم ولا تؤدي وظائفها بشكل صحيح.

يتم تحديد العلاج المناسب لفقر الدم بناءًا على سببه. حيث قد يوصي الطبيب بتغيير النظام الغذائي، أو تناول المكملات الغذائية أو الأدوية، أو نقل الدم. لاسيما أنه يمكن الوقاية من فقر الدم الغذائي باتباع نظام غذائي صحي.    

وفي بعض الحالات الأخرى، قد يكون فقر الدم ناتج عن مرض مزمن كامن. لذا يُنصح بزيارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق. 

الأعراض

قد لا تظهر أي علامات أو أعراض في الحالات التي تعاني من فقر الدم الخفيف. ولكنها قد تظهر بحسب نوع الحالة وسببها وشدتها.

قد تشمل الأعراض ما يلي:

  • ضيق التنفس وحتى مع قلة النشاط.
  • اضطراب نظم القلب، بحيث قد تكون نبضات القلب سريعة أو غير طبيعية.
  • ألم في الصدر.
  • إرهاق.
  • ضعف.
  • شحوب أو اصفرار الجلد.
  • الشعور بالدوخة أو الدوار.
  • طنين في الأذن.
  • برودة اليدين والقدمين.
  • صداع.

في حال استمرار أي من هذه العلامات والأعراض، فينبغي تحديد موعد مع الطبيب المختص أخصائي. في بعض الحالات، لا يُكتشف فقر الدم إلا أثناء محاولة التبرع بالدم. فقد يُبلغ الشخص بأنه لا يستطيع التبرع بسبب نقص الهيموغلوبين. ويُنصح باستشارة الطبيب في حال حدوث ذلك.

الأسباب

هناك أنواع مختلفة من فقر الدم، فمنها فقر الدم خلقي وأخرى مكتسب. والسبب الأكثر شيوعًا لفقر الدم هو سوء التغذية الناتج عن نقص الحديد.

يحدث فقر الدم عندما يفتقر الدم إلى خلايا الدم الحمراء الكافية، وقد يحدث ذلك في الحالات التالية:

  • قلة إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم.
  • يفقد الجسم خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر من قدرتها على التجدد، وعادةً ما يحدث ذلك أثناء النزيف.
  • يدمر الجسم خلايا الدم الحمراء.

الأسباب الشائعة لفقر الدم هي:

  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: يحتاج نخاع العظم إلى الحديد لإنتاج الهيموغلوبين. ولا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الهيموغلوبين لخلايا الدم الحمراء إلا إذا تم استهلاك كمية كافية من الحديد. وعادةً ما يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد بسبب فقدان الدم المفرط أثناء الدورة الشهرية، أو عند الاستخدام المنتظم لمسكنات الألم المختلفة التي تُصرف دون وصفة طبية، أو القرحة، أو السرطان، أو غيرها من الأمراض التي تؤثر على امتصاص الجسم للحديد.
    كما أنه قد يُصاب العديد من النساء الحوامل بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد عندما لا يتناولن مكملات الحديد. لاسيما ان هذا النوع من فقر الدم قد يزيد لديهن من احتمالية حدوث مشاكل في الحمل، مثل: الولادة المبكرة، أو ولادة أطفال بوزن منخفض. 
  • فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات: هو حالة دموية ينتج فيها نخاع العظم خلايا دم حمراء كبيرة جدًا. يحدث هذا عندما لا يحصل الشخص على ما يكفي من فيتامين B12 و/أو فيتامين B9
    وأحد أسباب نقص فيتامين B12 هو فقر الدم الخبيث، وهو اضطراب مناعي ذاتي يمنع الجسم من امتصاص فيتامين B12. إذ يحتاج الجسم إلى الفولات وفيتامين B12 لبناء خلايا دم حمراء صحية كافية.  كما يمكن أن يؤدي نقص هذه العناصر الغذائية الأساسية وغيرها، إلى نقص تكوين خلايا الدم الحمراء.
  • فقر الدم الالتهابي: قد يتباطأ إنتاج خلايا الدم الحمراء بسبب مجموعة متنوعة من الحالات. بما في ذلك، السرطان، وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الكلى، وداء كرون، وغيرها من الاضطرابات الالتهابية الحادة أو المزمنة.
  • فقر الدم اللاتنسجي: العدوى، وبعض الأدوية، وأمراض المناعة الذاتية، والتعرض للمواد الخطرة، كلها أسباب محتملة لفقر الدم اللاتنسجي. وتعتبر حالة نادرة وخطيرة، تتميز بعدم قدرة الخلايا الجذعية لنخاع العظم على إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.
  • فقر الدم المرتبط بأمراض نخاع العظم: قد يحدث فقر الدم بسبب العديد من الأمراض التي تؤثر على إنتاج الدم في نخاع العظم. حيث يمكن أن تتراوح تأثيرات أنواع السرطان المختلفة والأمراض الشبيهة بالسرطان كسرطان الدم والتليف النقوي، من طفيفة إلى شديدة.
  • فقر الدم الانحلالي: هو حالة دموية تتحلل فيها خلايا الدم الحمراء أو تموت بسرعة أكبر من قدرة الجسم على تجديدها. إذ يمكن أن يتأثر فقر الدم الانحلالي بالعديد من الأسباب، مثل: الاضطرابات الوراثية، والالتهابات، وبعض الأدوية.
  • فقر الدم المنجلي: هو اضطراب في الدم يؤثر على خلايا الدم الحمراء في الجسم. نتيجة لخلل في طفرة جين الهيموغلوبين. فعندما تتشكل كتل الهيموغلوبين يتغير شكل خلايا الدم الحمراء من مستديرة ومرنة إلى صلبة أو على شكل منجل أو على شكل هلال. فيؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية وتدفق الدم فيها. كما أن خلايا الدم المنجلية لها عمر أقصر من خلايا الدم الحمراء الطبيعية.

عوامل الخطر

تؤثر عدة عوامل على خطر الإصابة بفقر الدم، مثل:

  • العمر: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا هم أكثر عرضة لتناول نظام غذائي يفتقر إلى الحديد، وبعض الحالات المزمنة التي تزيد من خطر الإصابة بفقر الدم.
  • التاريخ العائلي: وجود اضطراب وراثي مرتبط بالدم في العائلة يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.
  • نظام غذائي يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية: قد يؤدي قلة تناول الأطعمة الغنية بالحديد وفيتامين B12 والفولات والنحاس إلى فقر الدم.
  • اضطرابات الأمعاء: يمكن أن يحدث فقر الدم بسبب أمراض معوية، تحد من امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء الدقيقة، مثل: داء كرون أو مرض الإضطرابات الهضمية.
  • الدورة الشهرية: قد تسبب غزارة الدورة الشهرية فقدان الدم بكميات كبيرة. فالنساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس، أكثر عرضة من الرجال والنساء بعد انقطاع الطمث للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • الحمل: قد تُصاب النساء بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد أثناء الحمل، وخاصةً دون تناول الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على حمض الفوليك والحديد.
  • الأمراض المزمنة: إن فقدان الدم لفترة طويلة بسبب قرحة ما أو مصدر داخلي آخر قد يستنزف مخزون الحديد في الجسم، مما يؤدي إلى فقر الدم بسبب نقص الحديد. كما يمكن أن تُسبب بعض الاضطرابات نقصًا في خلايا الدم الحمراء، مثل: السرطان، والفشل الكلوي، وأمراض المناعة الذاتية، أو أي مرض مزمن.
  • عوامل أخرى: إدمان الكحول، والتعرض للمواد الكيميائية الضارة، وتعاطي بعض الأدوية، كلها عوامل قد تُقلل من تكوين خلايا الدم الحمراء وتُسبب فقر الدم. كما تزداد احتمالية الإصابة بفقر الدم مع وجود تاريخ مرضي لبعض الأمراض، أو أمراض الدم، أو اضطرابات المناعة الذاتية.

التشخيص

غالبًا ما يبدأ تشخيص فقر الدم بمناقشة الأعراض مع الطبيب. قد يُجري الطبيب فحصًا بدنيًا وتقييمًا للتاريخ العائلي والطبي. ولتشخيص المرض، قد يلزم إجراء العديد من الفحوصات:

  • تعداد الدم الكامل (CBC) : يطلب الطبيب أخذ عينة من دم وإرسالها إلى المختبر لتحليلها. حيث يتم فحص تعداد خلايا الدم الكامل (CBC)  ويحصيها.
    يركز الطبيب عادةً على مستويات خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين في الدم لتشخيص فقر الدم. حيث تتراوح مستويات الهيموغلوبين الطبيعية للرجال بين 13.2 و16.6 غرامًا لكل ديسيلتر، بينما تتراوح مستوياتها لدى النساء بين 11.6 و15 غرامًا لكل ديسيلتر. أما بالنسبة لقراءات الهيماتوكريت، فتتراوح القيمة الطبيعية للرجال البالغين بين 38.3% و48.6%، بينما تتراوح قيمها لدى النساء بين 35.5% و44.9% .
    قد تختلف المعدلات الطبيعية لتعداد الدم الكامل قليلاً تبعاً لبعض العوامل كالتدخين، بحيث قد تزداد تلك المعدلات. وقد تكون معدلات تعداد الدم الكامل أقل لدى الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية المفرطة، أو الحوامل، أو كبار السن.
  • اختبار مسحة الدم المحيطية: يكشف هذا الاختبار عن ظهور خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية تحت المجهر. حيث يُظهر التغيرات في حجم وشكل خلايا الدم والصفائح الدموية، والذي قد يُشير إلى وجود مرض دموي أو ورم خبيث. كما يمكن أيضًا أن يحدد وجود خلل في نخاع العظم، المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
    يمكن تشخيص فقر الدم أحيانًا من خلال فحص عينة من نخاع العظم. وقد يطلب الطبيب أيضًا فحوصات إضافية أخرى لتحديد سبب فقر الدم.

العلاج

يمكن علاج فقر الدم حسب السبب الكامن وراءه ، حيث تشمل العلاجات الشائعة: تغيير نمط الحياة، وتناول الأدوية، ونقل الدم، والجراحة.

  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: يُعدّ تناول مكملات الحديد الموصوفة عن طريق الفم أو الوريد العلاج الشائع لهذا النوع من فقر الدم. فإذا كان سبب نقص الحديد هو فقدان الدم في غير أوقات الدورة الشهرية، فيجب تحديد مصدر النزيف وإيقافه.
    قد تتطلب معظم حالات فقر الدم الناجم عن نقص الحديد تغييرًا في النظام الغذائي.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات: يمكن استخدام المكملات الغذائية لعلاج نقص حمض الفوليك وفيتامين C. وقد يطلب الطبيب تناول أطعمة غنية بهذه العناصر الغذائية كجزء من خطة العلاج.
    إذا لم يتم امتصاص فيتامين B12 الموجود في الطعام الذي يتم تناوله بشكل صحيح من قبل الجهاز الهضمي، فقد تكون هناك حاجة إلى حقن فيتامين B12. حيث يمكن إعطاء الحقنة كل يومين. ومع مرور الوقت، قد يحتاج المريض إلى حقنة واحدة شهريًا فقط، أو ربما مدى الحياة، حسب الحالة.
  • فقر الدم الناتج عن مرض مزمن: قد تتطلب الحالات الشديدة من هذا النوع من فقر الدم إلى العلاج عن طريق نقل الدم أو حقن إريثروبويتين، وهو هرمون اصطناعي تُنتجه الكلى عادةً. إذ قد يُساعد هذا الهرمون على تعزيز تكوين خلايا الدم الحمراء وتخفيف الإرهاق. كما أنه لا يوجد علاج محدد لهذا النوع من فقر الدم. وعادة ما يركز الأطباء على علاج الاضطراب الأساسي الذي يُسبب فقر الدم.
  • فقر الدم اللاتنسجي: يُعد زرع نخاع العظم ونقل الدم، من العلاجات الشائعة لفقر الدم اللاتنسجي. حيث يتم اجراء نقل الدم لاستبدال خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي قد تكون منخفضة جدًا.
    في عملية زرع نخاع العظم، يتلقى المريض خلايا جذعية سليمة تحل محل نخاع العظم التالف. وهذا يُمكّن الجسم من إنتاج خلايا دم حمراء جديدة.
  • فقر الدم المرتبط بأمراض نخاع العظم: يمكن استخدام الأدوية، والعلاج الكيميائي، أو زراعة الخلايا الجذعية لعلاج هذه الاضطرابات.
  • فقر الدم الانحلالي: يُعدّ التخلص من الأدوية المشكوك فيها، وعلاج الالتهابات، وتناول الأدوية التي تُثبّط جهاز المناعة، والتي قد تُهاجم خلايا الدم الحمراء، جزءًا من إدارة فقر الدم الانحلالي. ويُركّز الأطباء عمومًا على علاج سبب فقر الدم. وعادةً ما يتطلب فقر الدم الانحلالي الشديد علاجًا مُستمرًا.
  • فقر الدم المنجلي: لعلاج فقر الدم المنجلي يتم استخدام دواءٌ مُضادٌّ للسرطان يُعرف باسم هيدروكسي يوريا. وقد يُوصي الأطباء أيضًا بنقل الدم، ومُكمّلات حمض الفوليك، والمضادات الحيوية. ولتخفيف الانزعاج وتجنب المُضاعفات، يشمل العلاج أيضًا بالأكسجين، والسوائل الفموية والوريدية، ومُسكّنات الألم.
  • الثلاسيميا: عادةً ما تكون عمليات نقل الدم، أو مكملات حمض الفوليك، أو الأدوية، أو استئصال الطحال، أو زرع الخلايا الجذعية في الدم ونخاع العظم مطلوبة في الحالات الأكثر خطورة من مرض الثلاسيميا. وعادةً، لا تتطلب في حالات الثلاسيميا التي تتراوح بين عدم ظهور أعراض وحالات خفيفة إلى أي تدخل طبي.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 4.5 stars
    4.5 / 5 (2 )
  • Your Rating