مقالات صحية

” فهم مرض أورام الغدة النخامية” النظرة العامة حول الأعراض والتشخيص وخيارات العلاج

Share:

النظرة العامة

ورم الغدة النخامية هو نوع من أنواع الأورام الدماغية التي تنمو على الغدة النخامية، والتي تنجم عن نمو خلايا غير طبيعية فيها، مع أن الورم بطبيعته حميد وغير نقيلي. إذ قد يكون الورم مصحوبًا بأعراض معينة، لأنه يعمل على تعطيل الوظائف الطبيعية للغدة النخامية ويضغط على المناطق المحيطة به.

وبما أن الغدة النخامية مسؤولة عن إنتاج مجموعة من الهرمونات الأساسية التي تؤثر على أجهزة الجسم بأكمله، فمن المستحسن علاج الأمراض التي تصيبها على الفور. لاسيما أن الخيارات العلاجية لأورام الغدة النخامية لها عدة طرق، كالجراحة والأدوية والإشعاع.

الأعراض

هناك نوعان من أورام الغدة النخامية. الأول: هو الأورام الغدية المفرزة، ويعني ذلك أن الورم يقوم بإفراز أو إنتاج هرمونات إضافية، مما يسبب أعراضًا مختلفة اعتمادًا على الهرمونات المفرزة. والثاني: هو الأورام الغدية غير المفرزة، ويُقصد بها الأورام التي لاتفرز ولا تنتج أي هرمونات إضافية، وهذا النوع هو الأكثر حدوثاً بين المصابين بأورام الغدة النخامية.

في معظم الحالات، يكون حجم أورام الغدة النخامية أكبر من 10 ملم. ومع هذا الحجم، قد يسبب الورم قصوراً في الغدة النخامية، بحيث يعاني الجسم في هذه الحالة من نقص هرمونات الغدة النخامية. ومن ناحية أخرى، قد تميل أورام الغدة النخامية التي يقل حجمها عن 10 ملم إلى أن تكون بدون أعراض. وغالبا ما نجد النساء هن الأكثر إصابة بأورام الغدة النخامية، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30-50 عامًا. بحيث قد يصاب ما يقرب من 77 شخص من كل 100.000 شخص بأورام الغدة النخامية، سواء كانت مصحوبة بأعراض أو لا.

قد تؤدي أورام الغدة النخامية إلى إحدى هاتين الحالتين: حالة نقص هرمونات الغدة النخامية، وحالة زيادة إنتاج هرمونات إضافية. في حالة نقص هرمونات الغدة النخامية، فإنه يؤثر على هرمون التستوستيرون، والإستروجين، والكورتيزول، وهرمون النمو. حيث أن الأعراض الشائعة، هي: ضعف البصر والصداع، وهذه الأعراض تصيب حوالي نصف المرضى المصابين بالورم.

أما في حالة زيادة إنتاج الهرمونات، فإنها تؤثر على البرولاكتين والكورتيزول وهرمون النمو والهرمون الموجه لقشر الكظر. وهذا قد يسبب العقم، أو تضخم اليدين أو القدمين، أو تضخم القلب، وذلك اعتمادًا على الهرمون الزائد الذي يتم إنتاجه.

التشخيص

قد يكون من الصعب تشخيص أورام الغدة النخامية، نظراً لأن الورم أحياناً قد يكون بلا أعراض. وخاصة إذا كان الورم صغيرًا وغير مُفرز. حتى وإن كانت هناك أعراض، وخاصةً في الأورام الغدية المفرزة، فإن هذه الأعراض قد تتداخل مع أعراض لأمراض أخرى. حيث أنه غالبًا ما يتم إجراء تحليلات للدم، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وفحوصات العين لتشخيص أورام الغدة النخامية.

العلاج

إذا تم اكتشاف المرض، فإنه يمكن معالجته بالجراحة و/أو بالأدوية و/أو بالإشعاع. حيث أنه إذا تركت أورام الغدة النخامية دون علاج فقد يؤدي إلى النزف الفجائي النخامي، وهي حالة طبية طارئة يحدث فيها نزيف للغدة النخامية.

عادة يهدف العلاج الدوائي إلى تقليل حجم الورم في الغدة النخامية وتنظيم مستويات الهرمونات، التي تشمل منبهات الدوبامين. فإذا ثبت عدم فعالية الأدوية، فقد يوصى بإجراء عملية جراحية.

إذا كان العلاج لابد أن يكون بالجراحة، فقد يلزم إجرائها أكثر من مرة، وذلك اعتمادًا على حجم الورم وأعراضه. في أغلب جراحات الأورام الحميدة في الغدة النخامية تقريبًا، يتم إجراء جراحة تنظير بطريق الوتدي عبر الأنف، حيث يقوم الطبيبب إدخال المنظار أو الأدوات الجراحية إلى جزء من الدماغ، عبر الفتحة الأنفية والعظم الوتدي وصولاً إلى الدماغ لإزالة الورم. كما أنه يمكن إجراء الجراحة عبر الجمجمة إذا كان الورم كبيرًا جدًا. أما بالنسبة للعلاج بالإشعاع، فتعمل الجراحة الإشعاعية المجسمة على تقليل حجم الورم وتمنع الورم من النمو.

والجدير بالذكر أن الجراحة أو الإشعاع قد يسببان قصوراً للغدة النخامية. إذ يمكن معالجة هذا التأثير الجانبي بالعلاج عن طريق أخذ الهرمونات البديلة. كما أن الجراحة وحدها يمكن أن تسبب تسرب للسائل النخاعي ومرض السكري الكاذب. ومنبهات الدوبامين قد تسبب الصداع، والدوخة، والقيء. حيث يمكن لمعظم المرضى الذين يعانون من أورام الغدة النخامية استئناف حياتهم بشكل طبيعي بعد العلاج. مع أخذ الحيطة والعلم بأن معدل تكرار المرض مرة أخرى يمكن أن يصل إلى حوالي 22٪.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 3.1 stars
    3.1 / 5 (7 )
  • Your Rating