قد يلاحظ الكثير من الأشخاص أن مستوى الكتفين لديهم غير متوازن، وغالبًا ما يعتقدون أن ذلك مجرد مسألة بسيطة تتعلق بالمظهر أو بالوقفة. لكن في الحقيقة، قد يكون عدم تساوي الكتفين علامة مهمة تشير إلى وجود خلل في بنية الجسم، ومتوافقًا مع أعراض انحناء العمود الفقري (الجنف).
إن فهم الأسباب الحقيقية وراء عدم تساوي الكتفين يساعدنا على التعامل مع المشكلة مبكرًا، والحصول على العلاج المناسب قبل أن يؤثر هذا الخلل على جودة الحياة على المدى الطويل.
عدم تساوي الكتفين، أو ما يُعرف بميلان الكتف، هو حالة يكون فيها مستوى الكتفين غير متوازٍ بشكل واضح عند الوقوف أو الجلوس بوضع مستقيم، بحيث يكون أحد الكتفين أعلى أو أخفض من الآخر بشكل ملحوظ. وقد تظهر علامات أخرى مصاحبة لهذه الحالة، مثل:
قد يؤدي عدم تساوي الكتفين أيضًا إلى شعور بآلام مزمنة في منطقة الرقبة والكتفين وأعلى الظهر.
يمكن أن يحدث عدم تساوي الكتفين بسبب عدة عوامل، ومنها:
يُعدّ انحناء العمود الفقري حالة يحدث فيها تقوس أو انحراف جانبي غير طبيعي في فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى اختلال توازن الهيكل العظمي للجسم. ويظهر هذا الاختلال على شكل عدم تساوي مستوى الكتفين أو الحوض أو الخصر. غالبًا ما يظهر هذا المرض في مرحلة المراهقة أثناء فترة النمو السريع.
قد تؤدي بعض السلوكيات اليومية إلى استخدام جانب واحد من الجسم أكثر من الآخر، مثل:
هذه العادات تسبب عدم توازن في عضلات الكتف والظهر، حيث تنقبض العضلات في الجانب المُرهَق أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى ارتفاع الكتف بهذا الجانب وظهور حالة عدم تساوي الكتفين.
يعتبر الحوض الأساس الذي يرتكز عليه الجسم. وعندما يحدث خلل أو ميلان في عظام الحوض، تنتقل آثاره إلى العمود الفقري، ثم إلى مستوى الكتفين، فيظهر عندئذٍ عدم التساوي. وقد ينتج هذا الخلل من العادات الخاطئة في استخدام الجسم أو من إصابات سابقة في عضلات الكتف.
الحوادث أو الإصابات المباشرة لعضلات الكتف أو لوح الكتف قد تسبب التهابًا أو تقلصًا غير طبيعي في هذه العضلات. وإذا لم تُعالج أو تُستعاد وظيفتها بالشكل الصحيح، فقد يؤدي ذلك إلى عدم توازن دائم في مستوى الكتفين.
قد يبدأ الأمر كمشكلة شكلية بسيطة، إلا أن إهماله قد يسبب مضاعفات عديدة، منها:
يركز العلاج على تصحيح السبب الرئيسي، وهو حالة انحناء العمود الفقري، ويعتمد النهج على شدة زاوية الانحناء وعمر المريض.
1. مراقبة الأعراض وتعديل السلوكيات
في حالات الانحناء الطفيف، خصوصًا لدى البالغين الذين توقف نمو العظام لديهم، إذ قد ينصح الطبيب بالمراقبة الدورية للأعراض جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الجذع، وأيضًا تعديل أسلوب الحياة لتجنب تفاقم الحالة.
2. ارتداء دعامة الظهر (Brace)
للأطفال والمراهقين الذين لا تزال عظامهم في طور النمو وزاوية الانحناء لديهم تتجاوز 20 درجة، قد يُوصى بارتداء دعامة لدعم العمود الفقري ومنع زيادة الانحناء أثناء نمو الجسم، ويُفضل ارتداؤها طوال الوقت.
3. الجراحة باستخدام تقنيات متقدمة
في الحالات التي تكون فيها زاوية الانحناء شديدة (أكثر من 40 درجة) أو إذا لم تنجح الطرق العلاجية الأخرى، قد ينصح الطبيب بالجراحة كخيار أخير لتصحيح انحناء العمود الفقري ومنع المضاعفات طويلة الأمد. في الوقت الحاضر، يستخدم مستشفى ويشتاني الدولي تقنيات حديثة لزيادة دقة وسلامة الجراحة، مثل:
يُعد عدم تساوي الكتفين إشارة تحذيرية على انحناء العمود الفقري. إذ إن مراقبة أي خلل في الجسم ومراجعة الطبيب لتشخيص دقيق في وقت مبكر يساعد على منع تفاقم الحالة وحماية الصحة وجودة الحياة على المدى الطويل.
إذا لاحظت عدم تساوي الكتفين أو اشتبهت بإصابتك بانحناء العمود الفقري، يمكنك استشارة الأطباء في مركز العمود الفقري بمستشفى ويشتاني الدولي للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
