التهاب اللفافة الأخمصية: الأسباب، الأعراض، وطرق التعافي

مقالات صحية

ذلك الألم الحاد والطاعن في كعب القدم الذي يرحب بك مع أولى خطواتك كل صباح ليس مجرد إزعاج بسيط؛ فقد يكون بسبب التهاب اللفافة الأخمصية —  وهو أحد أكثر أسباب آلام الكعب شيوعًا، الذي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم. لا يفرّق هذا المرض بين الأعمار، وغالبًا ما يؤثر على الأفراد النشطين، والرياضيين، والعاملين الذين يقضون ساعات طويلة واقفين على أقدامهم. والخبر السار هو أنه من خلال التشخيص السليم والعلاج المناسب في الوقت المناسب، يمكنك التغلّب على هذا الألم والعودة إلى أنشطتك اليومية دون معاناة.

يُعدّ التدخل العلاجي المبكر أمرًا حاسمًا لمنع التهاب اللفافة الأخمصية من التحول إلى حالة مزمنة التي تحدّ من قدرتك على الحركة وتؤثر على جودة حياتك. إن فهم الأسباب، والتعرّف على الأعراض، ومعرفة خيارات العلاج المتاحة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في رحلة تعافيك.

ما هو التهاب اللفافة الأخمصية؟

اللفافة الأخمصية : هي شريط سميك من النسيج الليفي يمتد على طول أسفل القدم، وقد يحدث الالتهاب فيه نتيجة التهيّج أو الإجهاد المتكرر. هذه البنية الحيوية تربط عظم الكعب بأصابع القدم وتعمل كوتر ماصّ للصدمات، يدعم قوس القدم ويساعد في الحفاظ على حركة القدم السليمة أثناء المشي أو الجري أو ممارسة الأنشطة الأخرى.

عندما يتعرض هذا النسيج لإجهاد مفرط، يمكن أن تتكوّن تمزقات صغيرة تؤدي إلى الالتهاب والألم. وغالبًا ما يتطور هذا الاضطراب تدريجيًا نتيجة الإجهاد المتكرر، أو ارتداء أحذية غير مناسبة، أو وجود تشوّهات في بنية القدم.
وعلى الرغم من أن اللفافة الأخمصية مصممة لتحمل قوى كبيرة، إلا أن بعض العوامل قد تتجاوز قدرتها على التحمل، مما يؤدي إلى ألم الكعب المميز المرتبط بهذه الحالة.

أسباب التهاب اللفافة الأخمصية

  1.  الإفراط في استخدام القدم وإجهادها 

يحدث التهاب اللفافة الأخمصية غالبًا نتيجة زيادة مفاجئة في النشاط البدني، أو المشي والجري لفترات طويلة على الأسطح الصلبة، أو الإجهاد المتكرر الناتج عن الأنشطة عالية التأثير. الرياضيون الذين يزيدون شدة تدريباتهم بسرعة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، إذ تُجهد اللفافة الأخمصية بما يتجاوز قدرتها على التحمل.

  1.  الأحذية غير المناسبة

ارتداء أحذية تفتقر إلى دعم القوس أو تحتوي على نعل رقيق أو وسادة غير كافية يضع ضغطًا إضافيًا على اللفافة الأخمصية. كما أن الأحذية ذات الكعب العالي جدًا أو المسطحة تمامًا يمكن أن تساهم في تطور الالتهاب لأنها تغيّر ميكانيكية حركة القدم الطبيعية.

  1.  بنية القدم

بعض أنواع الأقدام أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللفافة الأخمصية. فالأشخاص الذين لديهم أقواس عالية جدًا أو تسطيح في القدمين (فلات فوت) أو أنماط مشي غير طبيعية قد يعانون من توزيع غير متساوٍ للوزن، مما يزيد الضغط على اللفافة الأخمصية وقوس القدم.

  1.  العمر والوزن

يُصيب هذا الاضطراب عادةً الأشخاص بين سن 40 و60 عامًا، حيث تفقد اللفافة الأخمصية مرونتها مع التقدم في العمر. كما أن زيادة الوزن تُضيف عبئًا ميكانيكيًا إضافيًا على القدمين، خاصة أثناء الأنشطة التي تتطلب الوقوف أو حمل الوزن لفترات طويلة.

أعراض التهاب اللفافة الأخمصية

العلامة المميزة لهذا المرض هي ألم حاد وطاعن في الكعب، ويظهر بوضوح عند اتخاذ الخطوات الأولى في الصباح أو بعد فترات من الراحة، إذ يحدث ذلك بسبب أن اللفافة الأخمصية تنكمش أثناء السكون، وعندما تُمد فجأة مع بداية الحركة، تُسبب شعورًا بالألم الشديد.

عادةً ما يزداد الألم بعد فترات طويلة من النشاط أو الوقوف، بينما قد يقل أثناء التمرين نفسه ليعود بعد التوقف. كما أن الألم غالبًا يكون متمركزًا في أسفل الكعب، وقد يمتد على طول قوس القدم. يصف العديد من المرضى هذا الإحساس بأنه يشبه المشي على حجر حاد أو كأن هناك كدمة عميقة في الكعب.

خيارات علاج التهاب اللفافة الأخمصية (Plantar Fasciitis)

الراحة

الخطوة الأولى في علاج التهاب اللفافة الأخمصية هي تقليل الأنشطة التي تزيد من تفاقم الحالة. ولا يعني ذلك التوقف التام عن الحركة، بل تعديل الأنشطة للسماح للأنسجة الملتهبة بالشفاء.

تمارين التمدد

تساعد تمارين التمدد الموجهة للّفافة الأخمصية، ووتر العرقوب (أخيل)، وعضلات الساق على تحسين المرونة وتقليل التوتر. يمكن أن توفر التمارين البسيطة مثل: تمديد ربلة الساق، وتمديد المنشفة، وتمديد اللفافة الأخمصية راحة كبيرة عند ممارستها بانتظام.

الدعامات الحذائية والأحذية المناسبة

يمكن أن تساعد الدعامات الخاصة أو الدعامات الجاهزة للأحذية، في توزيع الضغط بشكل متساوٍ عبر القدم وتوفير الدعم اللازم لقوس القدم. كما أن ارتداء أحذية داعمة تحتوي على توسيد كافٍ ودعم للقوس يُعد أمرًا ضروريًا للعلاج والوقاية على حد سواء.

الأدوية

يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للالتهابات في تقليل الألم والتورم خلال المرحلة الحادة من الحالة. ومع ذلك، يجب استخدامها ضمن خطة علاج شاملة وتحت إشراف طبي.

العلاج الطبيعي والحقن

تشمل الخيارات المتقدمة لعلاج التهاب اللفافة الأخمصية برامج العلاج الطبيعي التي تهدف إلى تقوية عضلات القدم وتحسين الحركة الميكانيكية .كما يُعد العلاج بموجات الصدمة خارج الجسم (ESWT) إجراءً غير جراحي يرسل نبضات صوتية (shockwaves) مضبوطة إلى المنطقة المصابة لتحفيز الشفاء الطبيعي للأنسجة الضامة وتشجيع تجديد الخلايا. قد يشعر المريض ببعض الانزعاج في المنطقة المصابة أثناء تطبيق الموجات الصادمة، ويمكن تعديل شدة العلاج بما يتناسب مع مستوى تحمل كل شخص لضمان أن يكون الألم مقبولًا.

العلاج الجراحي

إذا لم تتحسن الحالة بعد تجربة جميع العلاجات التحفظية لمدة تزيد عن ستة أشهر، يمكن التفكير في التدخل الجراحي. وقد يتضمن ذلك الجراحة المفتوحة التقليدية أو الجراحة بالمنظار (طفيفة التوغل). وتهدف هذه الإجراءات إلى تخفيف التوتر في اللفافة الأخمصية، وتقليل الالتهاب، وتخفيف الألم.

لماذا تختار مستشفى ويشتاني الدولي لعلاج التهاب اللفافة الأخمصية؟

يُعد مستشفى ويشتاني الدولي أحد أبرز المراكز الطبية في بانكوك في مجال الرعاية العظمية، وقد اكتسب سمعة مرموقة بلقب “ملك العظام”  بفضل خبرته الاستثنائية في علاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والمفاصل.

يضم المستشفى نخبة من الأطباء المتخصصين المدرَّبين دوليًا، يمتلكون خبرات تمتد لعقود في تشخيص وعلاج التهاب اللفافة الأخمصية، ويستخدمون أحدث أجهزة التشخيص المتطورة لتقييم الحالة بدقة عالية.

يعمل أخصائيو العظام والمعالجون الفيزيائيون في المستشفى بشكل متكامل لعلاج جميع جوانب الحالة لضمان أفضل النتائج الممكنة. لا تدع ألم الكعب يحدّ من حركتك أو يؤثر على حياتك اليومية. إذا كنت تعاني من أعراض التهاب اللفافة الأخمصية، فاحجز لنفسك فرصةَ لاستشارة أمهر الأطباء في جراحة العظام في مستشفى ويشتاني الدولي اليوم. سيقوم خبراؤنا بتشخيص دقيق لحالتك، ووضع خطة علاجية فعّالة تساعدك على العودة إلى حياتك الطبيعية دون ألم.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

Medically Reviewed by

Pol.Lt.Col.DR. CHAIVAT SRIRATANAVUDHI
Pol.Lt.Col.DR. CHAIVAT SRIRATANAVUDHI

Orthopedics

Foot and Ankle Surgery

Readers’ Rating

5.0 out of 5 stars (based on 1 review)