نظرة عامة
الشلل الدماغي (CP) هو مجموعة من الحالات التي تؤثر على وضعية الجسم، وتوتر العضلات، والحركة، إذ ينتج عن تلف في الدماغ النامي، وغالبًا ما يحدث قبل الولادة عندما يكون الدماغ لا يزال غير ناضج.
عادةً ما تظهر علامات وأعراض الشلل الدماغي خلال مرحلة الطفولة أو سنوات ما قبل المدرسة. ويتسبب هذا الاضطراب عمومًا في صعوبات في الحركة، والتي قد تشمل: زيادة في ردود الأفعال، إرتخاء أو تيبّس في الأطراف والجذع، وضعيات غير طبيعية، حركات لا إرادية، مشية غير مستقرة، أو مزيج من هذه الأعراض.
غالبًا ما يعاني المصابون بالشلل الدماغي من اختلال في توازن عضلات العين، مما يؤدي إلى عدم قدرة العينين على التركيز على نفس الشيء، بالإضافة إلى مشكلات في البلع. وبسبب تيبّس العضلات، قد يقلّ مدى الحركة في المفاصل المختلفة بالجسم.
يمكن أن يكون للشلل الدماغي أسباب وآثار وظيفية متنوعة. فبينما يستطيع بعض المصابين المشي دون مساعدة، إلاّ أن هناك آخرون لا يتمكنون من ذلك. وقد يعاني بعضهم من إعاقة عقلية، في حين لا يعاني آخرون منها. كما يمكن أن يُصاحب المرض نوبات الصرع أو فقدان البصر أو السمع.
الشلل الدماغي هو حالة مزمنة. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ نهائي له، إلا أن هناك العديد من العلاجات المتاحة التي يمكن أن تساعد في تحسين الوظائف الحركية ونوعية الحياة.
أنواع الشلل الدماغي
يمكن تصنيف الشلل الدماغي بطريقتين: حسب الأجزاء الأساسية المتأثرة من الجسم، حسب نوع اضطراب الحركة الأكثر وضوحًا.
تنتج اضطرابات الحركة المرتبطة بالشلل الدماغي بحسب التلف الموجود في المناطق المختلفة من الدماغ، وتندرج تحت أربعة أنواع رئيسية:
- الشلل الدماغي التشنجي :(Spastic)حوالي 75% من المصابين بالشلل الدماغي يعانون من هذا النوع. إذ يتميّز بتيبّس العضلات وتقلصها اللاإرادي، ما يؤدي إلى صعوبة في الحركة والكلام. وغالبًا ما تبدو حركة المريض متقطعة أو خشنة نتيجة التشنجات العضلية المستمرة.
- الشلل الدماغي الحركي (Dyskinetic) : يؤثر على حركة اللسان والوجه والأطراف، وتكون الحركات غير طبيعية، إمّا بطيئة وانسيابية أو سريعة ومفاجئة. وقد يظهر الشخص وكأنه يلتوي أو يتلوى أثناء الحركة. يزداد وضوح هذه الحركات عند الحركة، وقد يعاني المصابون من سَيَلان اللعاب بسبب صعوبة في بلع اللعاب.
- الشلل الدماغي الترنحي (Ataxic):يرتبط هذا النوع بوجود مشكلات في التوازن والتناسق الحركي وإدراك العمق. وقد يجد المصابون صعوبة في الوقوف أو المشي دون تعثر أو سقوط. غالبًا ما يمشي الطفل المصاب بهذا النوع وقدماه متباعدتان، ويبدو وكأن جسمه يرتجف عند الحركة.
- النوع المختلط (Mixed Types): عندما تتأثر أكثر من منطقة في الدماغ، قد تظهر مجموعة من الأعراض في آنٍ واحد. إذ يعاني الشخص المصاب بالنوع المختلط من أعراض مركبة تشمل علامات الشلل الدماغي الرنحي والحركي والتشنجي.
الأعراض
قد تختلف علامات وأعراض الشلل الدماغي بشكل كبير من شخص لآخر، وقد تؤثر على الجسم بالكامل، أو قد تقتصر على طرف أو طرفين أو جانب واحد من الجسم. عادةً ما تشمل العلامات والأعراض مشاكل في النمو، والكلام وتناول الطعام، والحركة والتناسق الحركي، بالإضافة إلى مشكلات أخرى.
الحركة والتناسق
- التشنج العضلي (Spasticity): وهو أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا، ويتميز بعضلات مشدودة وردود فعل مفرطة.
- صعوبات في المشي، مثل: المشي على أطراف الأصابع، مشية القرفصاء، المشي بحركة تشبه المقص مع تداخل الركبتين، المشية الواسعة،المشية الغير متناظرة.
- اختلاف في توتر العضلات، مثل: صلابة زائدة في العضلات، ارتخاء مفرط في العضلات.
- مشكلات في المهارات الحركية الدقيقة، مثل: الصعوبة في التقاط الأشياء أو إغلاق أزرار الملابس.
- تصلب العضلات: وتكون ذات ردود فعل طبيعية.
- الرنح : (Ataxia) اضطراب في التوازن والتناسق الحركي.
- حركات متشنجة لا يمكن التحكم بها أو ارتعاشات.
- حركات بطيئة وملتوية.
- تفضيل جانب واحد من الجسم، مثل: استخدام يد واحدة فقط للوصول إلى الأشياء أو جرّ ساق أثناء الزحف.
الكلام وتناول الطعام
- مشكلات في التحدث أو تأخر في تطور النطق.
- صعوبات في الأكل أو المص أو المضغ.
- زيادة إفراز اللعاب أو مشكلات في البلع.
النمو
- مشكلات في التعلم.
- إعاقات في القدرة الذهنية (الإدراكية).
- تأخر في بلوغ مراحل النمو الحركي، مثل: الزحف أو الجلوس.
- نمو بطيء يؤدي إلى حجم جسدي أقل من المتوقع.
المشكلات الأخرى
قد تتسبب إصابة الدماغ في تطور عدد من الاضطرابات العصبية، بما في ذلك:
- مشكلات في الرؤية أو حركات غير طبيعية للعين.
- مشكلات في السمع.
- إحساس غير طبيعي بالألم أو اللمس.
- اضطرابات نفسية، مثل: المشاكل العاطفية أو السلوكية.
- مشكلات في المثانة والأمعاء، مثل: الإمساك أو سلس البول.
- نوبات صرع.
نظرًا لأن الحالة الدماغية الأساسية المسببة للشلل الدماغي لا تتغير مع التقدم في العمر، فإن الأعراض عادة لا تسوء بمرور الوقت. ومع ذلك، قد تصبح بعض الأعراض أكثر أو أقل وضوحًا مع نمو الطفل. وإذا لم تُعالَج بشكل نشط، فقد تتفاقم مشاكل تقلص العضلات وتيبّسها.
كما أن الحصول على تشخيص مبكر لمشاكل الحركة أو التأخر النمو لدى الطفل أمر بالغ الأهمية. وإذا لاحظت أيًا من العلامات التالية، فمن الضروري استشارة طبيب الأطفال:
- فقدان الوعي بالمحيط.
- حركات جسدية غير معتادة أو تغيرات في توتر العضلات.
- ضعف في التنسيق الحركي.
- صعوبات في البلع.
- خلل في عضلات العين.
أو عند ظهور أي علامات غير طبيعية في التطور، فإنه ينبغي مراجعة الطبيب.
الأسباب
يُعدّ تلف الدماغ النامي أو تطوّر الدماغ بشكل غير طبيعي من الأسباب الرئيسية لشلل الدماغ. وغالبًا ما يحدث هذا قبل الولادة، على الرغم من أنه قد يحدث أيضًا أثناء الولادة أو خلال الأشهر الأولى من الحياة. وعادة ما يكون السبب غير معروف. لأن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على نمو الدماغ، ومنها:
- الطفرات الجينية التي تؤدي إلى تشوهات جينية أو اختلافات في تطور الدماغ.
- العدوى التي تصيب الأم وتؤثر على الجنين النامي.
- السكتة الدماغية الجنينية، وهي انخفاض في تدفق الدم إلى الدماغ النامي.
- نزيف في دماغ الجنين أو الطفل.
- العدوى لدى الرضع التي تسبب التهابًا في الدماغ أو حوله.
- إصابات الرأس الرضية عند الأطفال، مثل: حوادث السيارات، أو السقوط، أو سوء المعاملة الجسدية.
- نقص الأكسجين في الدماغ؛ على الرغم من أن الاختناق المرتبط بالولادة يُعتبر سببًا أقل شيوعًا مما كان يُعتقد سابقًا، إلّا أنه لا يزال مرتبطًا بحالات الولادة أو المخاض الصعب.
عوامل الخطر
تتأثر احتمالية الإصابة بالشلل الدماغي بعدد من العوامل.
صحة الأم
يمكن أن تؤدي بعض الأمراض أو التعرض لمواد خطرة أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بالشلل الدماغي لدى الجنين بشكل كبير. فالعدوى أو الالتهاب الناتج عن الحمى قد يلحق الضرر بالدماغ النامي للجنين.
ومن هذه العوامل:
- الهربس : يمكن أن تنتقل هذه العدوى، التي تصيب الرحم والمشيمة، من الأم إلى الجنين أثناء الحمل.
- الزهري: عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- الفيروس المضخم للخلايا : (Cytomegalovirus) إذا أُصيبت الأم بهذا الفيروس الشائع لأول مرة أثناء الحمل، فقد يؤدي إلى تشوهات خلقية.
- الحصبة الألمانية (الروبيلا): مرض فيروسي يمكن الوقاية منه بلقاح.
- داء المقوسات (Toxoplasmosis) : مرض يسببه طفيلي موجود في الطعام الملوث، أو التربة، أو براز القطط.
- عدوى فيروس زيكا: فيروس ينتقل عن طريق لدغات البعوض، وقد يؤثر على نمو دماغ الجنين.
- العدوى أثناء الحمل: يشمل ذلك العدوى التي تصيب المشيمة أو الأغشية المحيطة بالجنين.
- التعرض للسموم: مثل: التعرض لعنصر الزئبق الميثيلي .(Methyl mercury)
- مشكلات صحية أخرى: مثل: مشاكل الغدة الدرقية، وتسمم الحمل، أو نوبات الصرع لدى الأم، والتي قد تزيد بشكل طفيف من احتمال الإصابة بالشلل الدماغي.
أمراض الرضع
يمكن أن تزيد بعض الحالات الصحية لدى الطفل حديث الولادة من خطر الإصابة بالشلل الدماغي بشكل كبير، ومنها:
- التهاب السحايا البكتيري: عدوى بكتيرية تُسبب التهاب الأغشية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي.
- التهاب الدماغ الفيروسي: عدوى فيروسية تُسبب التهابًا مشابهًا في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
- نزيف في الدماغ: غالبًا ما يحدث نتيجة إصابة الطفل بسكتة دماغية وهو لا يزال في الرحم أو خلال الأشهر الأولى من حياته.
- اليرقان الشديد أو غير المعالج: اليرقان هو اصفرار الجلد، ويحدث عندما لا يتم التخلص من نواتج تحلل خلايا الدم القديمة من مجرى الدم بشكل صحيح.
عوامل الخطر أثناء الحمل والولادة
توجد عوامل إضافية أثناء الحمل أو الولادة قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالشلل الدماغي، رغم أن تأثيرها قد يكون محدودًا، ومن أبرزها:
- انخفاض الوزن عند الولادة: الأطفال الذين يقل وزنهم عن 2.5 كيلوجرام (5.5 أرطال) أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي، ويزداد الخطر كلما انخفض الوزن.
- الحمل بتوائم: كلما زاد عدد الأجنة في الرحم، زاد خطر الشلل الدماغي. كما أن الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة في حالات التوائم يمكن أن تسهم في زيادة هذا الخطر. وإذا توفي جنين أو أكثر، فإن خطر الشلل الدماغي يرتفع لدى الأجنة الباقين على قيد الحياة.
- الولادة المبكرة: الأطفال المولودون قبل الأوان أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي.
- مضاعفات أثناء الولادة: قد تزيد مشاكل المخاض أو الولادة من خطر الإصابة بالشلل الدماغي، خاصة إذا أثّرت على تدفق الأكسجين إلى دماغ الطفل.
التشخيص
يمكن أن تتفاقم أعراض وعلامات الشلل الدماغي مع مرور الوقت، لذلك قد لا يتم تأكيد التشخيص إلا بعد عدة أشهر إلى عام من الولادة. وعندما تكون الأعراض والعلامات خفيفة، قد يستغرق التشخيص وقتًا أطول.
- إذا وُجد اشتباه بوجود الشلل الدماغي، سيقوم طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال بتقييم أعراض الطفل، ومتابعة نموه وتطوره، ومراجعة تاريخه الطبي، وإجراء الفحص البدني له. وبناءً على التقييم، قد يُحيل الطبيب الطفل إلى اختصاصي أعصاب أطفال، أو طبيب مختص في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل للأطفال، أو اختصاصي في تطور الطفل. هؤلاء المتخصصون لديهم خبرة في علاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبية والنمو.
- ولتأكيد التشخيص واستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة، قد يطلب الطبيب إجراء سلسلة من الفحوصات.
فحوصات الدماغ
تُظهر تقنيات التصوير الدماغي مواضع التلف أو النمو غير الطبيعي في الدماغ. وقد تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)
ينشئ التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا ثلاثية الأبعاد أو مقطعية دقيقة للدماغ باستخدام موجات الراديو والمجال المغناطيسي. حيث يمكن من خلال هذا الفحص اكتشاف آفات الدماغ أو أي تشوهات أخرى في دماغ الطفل. يستغرق هذا الفحص الغير مؤلم — وإن كان صاخبًا — ما يصل إلى ساعة. ومن المرجح أن يُعطى الطفل مهدئًا أو مخدرًا عامًا خفيفًا قبل إجراء الفحص. - فحص السونار الدماغي ( Cranial ultrasound):
يمكن إجراء هذا الفحص خلال مرحلة الرضاعة. إذ يستخدم السونار القحفي موجات صوتية عالية التردد لإنشاء صور للدماغ. وعلى الرغم من أن الصور الناتجة عن السونار ليست مفصلة، إلا أن الفحص يُستخدم أحيانًا لأنه سريع، ويمكن أن يوفر تقييمًا أوليًا مفيدًا لحالة الدماغ. - تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG):
يمكن أن يُستخدم تخطيط الدماغ الكهربائي لتقييم الحالة بشكل أعمق، إذا كان الطفل يعاني من نوبات صرعية. فالأطفال المصابون بالصرع قد يتعرضون لنوبات. فخلال فحص تخطيط الدماغ، يتم تثبيت عدد من الأقطاب الكهربائية على فروة رأس الطفل. إذ يقوم الفحص بتسجيل النشاط الكهربائي في دماغ الطفل. وتُظهر الحالات المصابة بالصرع تغيّرات في أنماط موجات الدماغ المعتادة. - الفحوصات المخبرية
قد تُجرى تحاليل للدم أو البول أو الجلد للتحقق من وجود مشكلات وراثية أو اضطرابات في التمثيل الغذائي.
الفحوصات الإضافية
بعد تشخيص إصابة الطفل بالشلل الدماغي، فإنه من المرجح أن يخضع لسلسلة من الفحوصات من قبل اختصاصيين لاستبعاد اضطرابات أخرى غالبًا ما تكون مرتبطة بهذه الحالة. يمكن أن تكشف هذه الفحوصات عن مشكلات في:
- البصر.
- السمع.
- النطق.
- القدرات الذهنية.
- النمو.
- الحركة.
- مشكلات طبية أخرى.
على الرغم من أن الاضطرابات الحركية المتعددة قد تتواجد معًا، إلا أن نوع الاضطراب الحركي الرئيسي هو ما يحدد نوع الشلل الدماغي. الشلل الدماغي التشنجي (Spastic Cerebral Palsy) هو النوع الأكثر شيوعًا، ويتميز بتيبّس العضلات والإفراط في ردود الفعل.
تشمل الأنواع الأخرى من الشلل الدماغي:
- الشلل الدماغي الحركي (Dyskinetic) : الصعوبة في تنسيق الحركات الإرادية.
- الشلل الدماغي الترنحي (Ataxic) : الضعف في التوازن والتناسق الحركي.
قد يستخدم الطبيب أداة تقييم مثل، نظام تصنيف الوظيفة الحركية الإجمالية (Gross Motor Function Classification System) لتحديد مدى شدة ودرجة تأثر الحركة، والوضعية، والتوازن. حيث تساعد هذه المعلومات في اتخاذ قرارات مناسبة بشأن خطة العلاج.
العلاج
قد يتطلب الشلل الدماغي رعاية مستمرة مدى الحياة من فريق طبي متخصص للأطفال والبالغين. وقد يتكوّن هذا الفريق من عدد من المعالجين واختصاصيي الصحة النفسية، بالإضافة إلى طبيب أطفال، واختصاصي في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، واختصاصي أعصاب أطفال لإدارة الرعاية الطبية للطفل. حيث يمكن لهؤلاء المتخصصين التعاون مع الطبيب الرئيسي، مع الاهتمام الخاص للاحتياجات والمشكلات الأكثر شيوعًا بين المصابين بالشلل الدماغي. إذ يمكنهم معًا وضع الخطة العلاجية المناسبة.
الشلل الدماغي هو حالة غير قابلة للشفاء. ومع ذلك، هناك العديد من الخيارات العلاجية التي قد تساعد الطفل على تحسين قدرته على الأداء اليومي. كما أن نوع الرعاية المُختار يعتمد على الأعراض والاحتياجات الفردية لكل حالة، والتي قد تتغير بمرور الوقت. ويمكن أن تُساهم التدخلات المبكرة في تحسين النتائج.
تشمل الخيارات المختلفة لعلاج الشلل الدماغي: الأدوية، والعلاج الطبيعي والوظيفي، والجراحة، وأشكالًا أخرى من العلاجات.
الأدوية
قد يتم وصف أدوية لتخفيف تصلب العضلات بهدف التخفيف من آثار التشنّج العضلي أو غيره من أعراض الشلل الدماغي. حيث تهدف هذه الأدوية إلى تحسين القدرات الوظيفية وتقليل الألم.
- الحقن في العضلات أو الأعصاب: قد يقترح الطبيب حقن البوتوكس أو أدوية مشابهة لتخفيف التوتر في عضلة معينة. وعادةً ما يجب تكرار هذه الحقن كل ثلاثة أشهر تقريبًا. وقد تشمل الآثار الجانبية المحتملة: وجود الألم في موقع الحقن وأعراض تشبه الإنفلونزا، ومن المضاعفات الأكثر خطورة: مشاكل في التنفّس أو البلع.
- مرخيات العضلات الفموية: تشمل الأدوية التي ترخي العضلات: باكلوفين (Baclofen)، تيزانيدين (Tizanidine)، ديازيبام (Diazepam)، ودانترولين (Dantrolene) . في بعض الحالات، يمكن إعطاء الباكلوفين عن طريق الحقن داخل الحبل الشوكي. ويتم زرع مضخة خاصة تحت جلد البطن لتوزيع الدواء.
- أدوية لتقليل سيلان اللعاب: من الخيارات الممكنة حقن البوتوكس في الغدد اللعابية لتقليل الإفراز.
ناقش مع الطبيب الفوائد والمخاطر والآثار الجانبية المحتملة لكل دواء، قبل اتخاذ القرار المناسب للعلاج.
العلاجــات
تشكل العلاجات التالية جزءًا مهمًا من خطة علاج الشلل الدماغي:
- العلاج الطبيعي (الفيزيائي):
يمكن أن تساعد تمارين تقوية العضلات والتدريب البدني على تحسين قوة الطفل ومرونته وتوازنه وتطوره الحركي وقدرته على الحركة. كما سيتعلم الأبوان أيضًا كيفية إطعام الطفل وتحميمه والعناية باحتياجاته الأساسية في المنزل بطريقة آمنة. إذ بإمكان الأبوين مواصلة التمارين في المنزل بين جلسات العلاج بمساعدة المعالج الفيزيائي.
يركّز المعالجون الفيزيائيون والوظيفيون في أول عام إلى عامين بعد الولادة على مهارات مثل التحكم بالرأس والجذع، والتدحرج، والإمساك بالأشياء. لاحقًا، يقوم كلا النوعين من المعالجين بتقييم احتياجات الطفل لاستخدام الكرسي المتحرك إذا لزم الأمر.
قد يحتاج طفلك إلى دعامات أو جبائر أو أدوات مساعدة أخرى لتحسين الأداء الوظيفي (مثل المشي) أو لتمديد العضلات المشدودة. - العلاج الوظيفي:
يهدف إلى تعزيز استقلال الطفل في المهام اليومية والروتينية في المنزل والمدرسة والمجتمع. قد يُنصح باستخدام أدوات مساعدة مثل المشّايات، أو العصي ذات القاعدة العريضة، أو وسائل المساعدة على الوقوف والجلوس، أو الكراسي المتحركة الكهربائية. - علاج النطق واللغة:
يساعد أخصائيو النطق على تحسين قدرة الطفل على التحدث بوضوح أو استخدام لغة الإشارة. وإذا كان التواصل اللفظي صعبًا، يمكنهم تعليم الطفل استخدام أدوات مساعدة مثل الحاسوب أو جهاز تحويل النص إلى صوت.كما يمكنهم المساعدة في علاج مشاكل البلع والتغذية. - العلاج الترفيهي:
بعض الأطفال يستفيدون من المشاركة في أنشطة رياضية تنافسية أو مكيّفة، مثل التزلج العلاجي أو ركوب الخيل. يساعد هذا النوع من العلاج في تعزيز التطور الحركي والنطقي والعاطفي للطفل. كما أن النشاط البدني المنتظم مفيد للصحة العامة واللياقة البدنية لكل من الأطفال والبالغين.
الإجراءات الجراحية:
قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج التشوهات العظمية الناتجة عن التشنج العضلي أو لتخفيف الشد العضلي. وتشمل هذه العلاجات:
- الجراحة العظمية (Orthopedic surgery) :
قد تكون هناك حاجة إلى جراحة في العظام أو المفاصل للأطفال الذين يعانون من تقلصات شديدة أو تشوهات، وذلك لإعادة تنظيم الذراعين أو العمود الفقري أو الوركين أو الساقين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إطالة أو إعادة توجيه العضلات والأوتار التي تم تقصيرها بسبب التقلصات من خلال إجراءات جراحية. يمكن أن تؤدي هذه التعديلات إلى تقليل الألم وزيادة القدرة على الحركة. كما قد تجعل هذه العمليات من الأسهل استخدام العكازات أو المشّاية أو وسائل المساعدة الأخرى. - قطع الألياف العصبية (Selective dorsal rhizotomy) :
يُستخدم هذا الإجراء الجراحي غالبًا عندما تفشل العلاجات الأخرى في السيطرة على حالات التشنج الشديدة. ويهدف إلى استرخاء عضلات الساقين وتقليل الألم، لكنه قد يسبب أيضًا الشعور بالخدر.
علاجات أخرى
قد يتم وصف أدوية وعلاجات أخرى حسب الحاجة لعلاج الصرع، الألم، هشاشة العظام، مشكلات الصحة النفسية، اضطرابات النوم، صحة الفم، التغذية، سلس البول، وضعف البصر أو السمع.
الطفل الكبير المصاب بالشلل الدماغي
قد تتغير احتياجات الرعاية الصحية للطفل المصاب بالشلل الدماغي مع تقدمه في العمر. وتشمل الرعاية الصحية المنتظمة الفحص والعلاج للحالات الشائعة بشكل خاص لدى الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، بالإضافة إلى الفحوصات العامة الموصى بها لجميع البالغين. وقد تشمل:
- مشاكل في البصر والسمع.
- علاج الصرع (النوبات).
- إدارة الألم والإرهاق.
- الحفاظ على توتر العضلات (الشد العضلي الطبيعي).
- مشكلات العظام والمفاصل مثل هشاشة العظام، والتهاب المفاصل، والتقلصات العضلية.
- الحالات النفسية، مثل: الاكتئاب.
- مشاكل الأسنان وصحة الفم.
- مشاكل في الرئتين والقلب.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
