الورم الأرومي المينائي

نظرة عامة

الورم الأرومي المينائي هو ورم نادر يتطور ببطء، ويظهر عادة في الفك، خصوصًا في المنطقة الواقعة خلف الأضراس أو الأسنان الخلفية. حيث ينشأ هذا الورم من الخلايا المسؤولة عن تكوين طبقة المينا الواقية للأسنان. ويُشخّص غالبًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا.

ورغم أن أورام الأرومة المينائية عادة ما تكون حميدة (غير سرطانية)، إلا أنها قد تتحول في بعض الحالات إلى أشكال خبيثة. وإذا تُركت دون علاج، يمكن أن تتسبب في تلف عظم الفك والهياكل المحيطة به في الفم.
يُعد الشكل العدواني من الورم الأرومي المينائي هو النوع الأكثر شيوعًا، حيث ينمو على شكل ورم كبير داخل عظم الفك.

قد يتضمن العلاج إجراءات جراحية، وأحيانًا العلاج الإشعاعي. وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى جراحة ترميمية لاستعادة بنية الفك والأسنان والملامح الوجهية.

الأعراض

يميل الورم الأرومي المينائي إلى النمو البطيء، وغالبًا لا يُسبب أعراضًا واضحة لفترة طويلة، وقد يظل غير مكتشف لمدة تصل إلى 10 إلى 20 عامًا. وإذا لم يُعالج، فقد يزداد حجم الورم بشكل كبير، مما يؤدي إلى تشوه في شكل الفك السفلي والوجه، بالإضافة إلى خلل في انتظام الأسنان.

تشمل العلامات والأعراض المحتملة ما يلي:

  • ألم في الفك.
  • كتلة أو تورم في الفك.

إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص لتشخيص الحالة بشكل دقيق والحصول على العلاج المناسب.

الأسباب

يحدث الورم الأرومي المينائي عندما تواصل خلايا الأرومات المينائية، المسؤولة عن نمو مينا الأسنان، الانقسام والنمو بعد اكتمال تكون طبقة المينا. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لا يزال غير معروف، إلا أن الباحثين يدرسون عوامل محتملة مثل:

  • الطفرات الجينية.
  • أمراض أو التهابات اللثة.
  • العدوى الفيروسية.

أنواع الورم الأرومي المينائي

يمكن تصنيف الورم الأرومي المينائي بناءً على نوعه وخصائص خلاياه. الأنواع الأربعة الرئيسية تشمل:

  1. الورم الأرومي المينائي التقليدي: ويمثل حوالي 85% من الحالات، إذ يميل إلى الانتشار من الفك إلى المناطق المجاورة في الفم. وحوالي 10% من الحالات قد تعاود الظهور بعد العلاج.
  2. الورم الأرومي المينائي الكيسي الوحيدي (Unicystic) : يظهر غالبًا قرب الأضراس، وفي مؤخرة الفك السفلي. وهذا النوع يكون أقل ميلاً للانتشار، ويظهر غالبًا في سن أصغر. ومع ذلك، قد يعاود الظهور بعد العلاج.
  3. الورم الأرومي المينائي المحيطي: وهو نوع نادر يؤثر على الأنسجة الفموية في الفك العلوي أو السفلي أو اللثة. واحتمالية تكراره منخفضة بعد العلاج.
  4. الورم الأرومي المينائي النقيلي: ويتميز بوجود خلايا الورم في أماكن بعيدة عن الموقع الأصلي في الفك. وهذا النوع نادر للغاية.

التشخيص

أثناء فحص الأسنان الروتيني، قد يلاحظ طبيب الأسنان وجود ورم محتمل يُعرف باسم الورم الأرومي المينائي (Ameloblastoma) من خلال صور الأشعة السينية. إذا تم الاشتباه في وجود الورم، فمن المرجح أن يُحيلك الطبيب إلى أخصائي لإجراء فحوصات إضافية. وتشمل طرق التصوير الإضافية المستخدمة عادةً: الأشعة السينية للفك العلوي والسفلي، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، وذلك للحصول على صور دقيقة للمنطقة المتأثرة.

تساعد هذه الفحوصات التصويرية في تقييم حجم الورم ومدى انتشاره المحتمل، مما يوفر معلومات قيّمة لوضع خطة علاجية شاملة.

ولتأكيد التشخيص بشكل قاطع، قد يقوم الطبيب بإجراء خزعة، حيث يتم أخذ عينة من الأنسجة أو الخلايا من المنطقة المصابة لإرسالها إلى المختبر من أجل تحليلها. وتُعد هذه الإجراءات التشخيصية ضرورية لتحديد طبيعة الورم بدقة، مما يضمن اتخاذ قرارات مناسبة للعلاج.

العلاج

يعتمد علاج الورم الأرومي المينائي على عدة عوامل، منها حجم الورم، وموقعه، ونوع الخلايا ومظهرها. وفي معظم الحالات، يُعالج هذا الورم من خلال الجراحة.

يتم اختيار نوع الجراحة بناءً على عوامل متعددة، مثل: احتمالية انتشار الورم، خطر تكرار ظهوره بعد الجراحة، الحالة الصحية العامة للمريض، والتأثير المحتمل للجراحة على جودة حياة المريض.

  • الجراحة التحفظية: يقوم الطبيب بإزالة الورم مع جزء صغير من النسيج والعظم السليم المحيط به.
  • الجراحة الجذرية: تتضمن إزالة كمية أكبر من الأنسجة والعظام السليمة لتقليل خطر تكرار الورم. وغالبًا ما تتبع الجراحة الجذرية إجراءات ترميمية لتعويض الأنسجة والعظام المزالة، مما يساعد في تقليل الفروقات الجسدية الناتجة عن الجراحة، كما قد تُحسّن من وظيفة وشكل الفك، بل وقد تُحسّن من قدرة الشخص على الكلام والأكل.

الخيارات العلاجية الأخرى للورم الأرومي المينائي، والتي تشمل:

  • العلاج الإشعاعي: ويُستخدم عندما لا تكون الجراحة خيارًا، ويعتمد على استخدام أشعة طاقة عالية للقضاء على الورم.
  • الأطراف الاصطناعية: مثل الأسنان الصناعية لتعويض الأسنان أو الهياكل المتضررة في الفم.
  • الرعاية الداعمة: يشمل ذلك أخصائيي العلاج الطبيعي، وخبراء التغذية، ومعالجي النطق واللغة، الذين يمكنهم المساعدة في التعامل مع صعوبات التحدث، والبلع، والأكل خلال فترة العلاج وبعدها.
    تجدر الإشارة إلى أن الورم الأرومي المينائي قد يعاود الظهور بعد عدة سنوات من الجراحة، ولهذا يُنصح بإجراء فحوصات سنوية لمدة خمس سنوات كإجراء احترازي.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

Doctors who treat this condition