مرض كرون: فهم معمّق ورؤية حديثة للتشخيص والعلاج

نظرة عامة

يُعدّ مرض كرون أحد أشكال داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، ويتسم بحدوث التهابات مزمنة قد تصيب أي جزء من الجهاز الهضمي، بدءًا من الفم وحتى فتحة الشرج، إلا أن الأمعاء الدقيقة تُعد المنطقة الأكثر تأثرًا في معظم الحالات.
يسبب هذا المرض طيفًا من الأعراض المزعجة مثل آلام البطن، الإسهال الشديد، فقدان الوزن، الإرهاق، وسوء الامتصاص الغذائي. وهو ما ينعكس سلبًا على جودة حياة المريض وقدرته على ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي.
ورغم أن مرض كرون لا يُشفى تمامًا، إلا أن التقدّم العلاجي، خصوصًا في مجالات العلاج الدوائي والمناعي، يُساهم في السيطرة على الأعراض وتحقيق فترات من الهدوء والشفاء تمتد لأشهر أو حتى سنوات، مما يمنح المرضى فرصة للعيش بنمط حياة أقرب إلى الطبيعي

أنواع مرض كرون

يظهر المرض بعدة صور بحسب المنطقة المصابة في الجهاز الهضمي، وتشمل أبرز الأنواع:

• التهاب اللفائفي والقولون (Ileocolitis): الأكثر شيوعًا، يصيب الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) والقولون معًا.
• التهاب اللفائفي (Ileitis): يصيب اللفائفي فقط، ويسبب تقلصات وإسهالًا.
• التهاب المعدة والاثني عشر (Gastroduodenal Crohn’s): يُصيب الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وهو أقل شيوعًا.
• التهاب الصائم واللفائفي (Jejunoileitis): يسبب بقعًا من الالتهاب المتفرق في الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة.
• التهاب القولون فقط (Crohn’s Colitis): يقتصر على القولون ويشبه إلى حدٍّ كبير التهاب القولون التقرّحي.

الأعراض والعلامات

عندما يكون المرض في حالة نشطة، قد تشمل الأعراض ما يلي:

• آلام أو تقلصات في البطن
• إسهال متكرر، أحيانًا مصحوب بدم
• تقرحات في الفم
• ارتفاع غير مفسر في درجة الحرارة (الحمى)
• فقدان الشهية والوزن
• إرهاق مزمن
• ظهور نواسير (فتحات غير طبيعية) خاصة في منطقة الشرج
• أعراض خارج الجهاز الهضمي مثل:
  • التهابات المفاصل
  • التهابات في العين أو الجلد
  • فقر الدم بسبب نقص الحديد
  • تأخر النمو أو البلوغ لدى الأطفال
  • حصوات الكلى أو القنوات الصفراوية

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا لاحظت أيًا من الأعراض التالية، خاصة إذا استمرت لأكثر من أسبوعين، فيُنصح بمراجعة الطبيب المختص:

• ألم مستمر في البطن
• دم في البراز
• غثيان أو قيء متكرر
• فقدان وزن غير مبرر
• إسهال مزمن
• حمى مصاحبة لإجهاد عام

الأسباب المحتملة

لم يُحدّد حتى اليوم سبب قاطع لمرض كرون، لكن الباحثين يرجّحون تفاعل عدة عوامل:

• اضطراب المناعة: يُعتقد أن خللًا في الجهاز المناعي يؤدي إلى مهاجمة الجسم لأنسجته الهضمية عن طريق الخطأ.
• العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي قد يزيد من خطر الإصابة، لكن معظم المرضى لا يمتلكون تاريخًا عائليًا مباشرًا.
• العوامل البيئية: قد تسهم بعض المحفزات البيئية أو العدوى في بدء ظهور الأعراض لدى من لديهم استعداد جيني

عوامل الخطر

تتضمن العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة بمرض كرون:

• العمر: تظهر معظم الحالات قبل سن الثلاثين.
• العرق: الأشخاص من أصول أوروبية شرقية هم الأكثر عرضة، وتزداد معدلات الإصابة في مناطق مثل الشرق الأوسط.
• الوراثة: وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب يزيد من احتمالية الإصابة.
• التدخين: يُعد من أقوى العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة الحاجة للتدخل الجراحي.
• تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، قد تؤدي إلى تهيج الجهاز الهضمي وزيادة الأعراض. 

خاتمة

مرض كرون ليس مجرد اضطراب هضمي، بل حالة مزمنة تتطلب إدارة دقيقة وتعاونًا مستمرًا بين المريض والفريق الطبي. الكشف المبكر والالتزام بالخطة العلاجية هما المفتاح لتحسين جودة الحياة والحدّ من المضاعفات المحتملة.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة