

تُعد السمنة مشكلة صحية عالمية آخذة في الانتشار، تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة. وبعيدًا عن تأثيرها الواضح على الثقة بالنفس والمظهر الخارجي، تزيد السمنة من خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة، فإن تحقيق وزن صحي والحفاظ عليه قد يكون تحديًا صعبًا على الرغم من تغيير نمط الحياة. ومع ذلك، توفر التدخلات الطبية الفعالة والآمنة — المعروفة باسم جراحات السمنة، وخاصة عملية تكميم المعدة — حلاً مثبتًا. لا تدعم هذه الإجراءات خسارة الوزن المستدامة فحسب، بل تساهم أيضًا في تحسينات صحية طويلة الأمد وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة لدى المرضى المصابين بـ MASH أو MASLD المرتبطين بالسمنة والسكري.
ما هي جراحة تكميم المعدة؟
تكميم المعدة هو أحد أنواع جراحات السمنة المصممة لمساعدة المرضى على تحقيق خسارة وزن كبيرة ومستدامة. تتضمن الجراحة استئصال الجزء المسؤول عن إنتاج هرمون الجوع (الجريلين) في المعدة. نتيجة لذلك، يشعر المرضى بالشبع بسرعة أكبر ويقل شعورهم بالجوع، مما يسهل التحكم في كمية الطعام المتناولة.
يُوصى بهذا الإجراء الجراحي عادةً للأشخاص الذين يعانون من السمنة ولم يحققوا خسارة كافية في الوزن عبر النظام الغذائي والتمارين الرياضية فقط. وقد أثبتت عملية تكميم المعدة فعاليتها في تعزيز خسارة الوزن على المدى الطويل.
ليست جراحة تكميم المعدة حلاً سريعًا، بل هي وسيلة طبية مدروسة لفقدان الوزن تتطلب الالتزام بعادات غذائية صحية وممارسة النشاط البدني المنتظم لضمان نجاحها على المدى البعيد.
فوائد جراحة تكميم المعدة لعلاج السمنة
- تقليل المضاعفات المرتبطة بالسمنة: يساعد فقدان الوزن الناجح في خفض خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- تحسين جودة الحياة: غالبًا ما يلاحظ المرضى زيادة في مستويات الطاقة، وتحسنًا في الحركة، وثقة أكبر في المظهر بعد خسارة الوزن.
- خفض خطر الوفاة على المدى الطويل: أظهرت عملية تكميم المعدة انخفاضًا في خطر الوفاة على المدى البعيد بسبب الأمراض المرتبطة بالسمنة.
طرق جراحة المعدة لإنقاص الوزن
تُجرى جراحات السمنة عادةً باستخدام تقنية المنظار المتطورة، مما يجعلها عملية طفيفة التوغل. تؤدي هذه الطريقة إلى شقوق أصغر، وألم أقل بعد الجراحة، وتعافي أسرع مقارنةً بالجراحة المفتوحة التقليدية.
تتوفر عدة تقنيات جراحية، ويحدد الجراح الأنسب منها بناءً على التاريخ الصحي للمريض. حاليًا، هناك أربع طرق رئيسية مستخدمة في الممارسة السريرية:
1 تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy)
تتضمن العملية استئصال حوالي 75-80% من المعدة، مما يقلل سعتها إلى نحو 150-200 مل. لا يؤدي هذا فقط إلى تقليل حجم المعدة بشكل كبير، بل يقلل أيضًا من إنتاج الجسم لهرمون الجوع (الجريلين). نتيجة لذلك، يشعر المرضى بالشبع بسرعة ويقل استهلاكهم للطعام، مما يؤدي إلى فقدان وزن فعال — دون التأثير على امتصاص السعرات الحرارية والعناصر الغذائية في الأمعاء.
2 تحويلة المعدة (Roux-en-Y Gastric Bypass: RYGB)
هذه الجراحة تعيد هيكلة الجهاز الهضمي عن طريق إنشاء جيب صغير من الجزء العلوي للمعدة وتوصيله مباشرةً بالجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، مشكّلة مسارًا على شكل حرف (Y). يؤدي هذا التحويل إلى تجاوز معظم الطعام للجزء الأكبر من المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، مما يقلل امتصاص السعرات والعناصر الغذائية. كما تقلل العملية إفراز الهرمونات المنظمة للشهية، مما يساعد المرضى على الشعور بالشبع بسرعة وتناول كميات أقل من الطعام.
3 جراحة تكميم المعدة المعزز (Sleeve Plus):
تجمع هذه العملية بين التكميم القياسي للمعدة وتحويلة حوالي 300 سم من الأمعاء الدقيقة، مما يقلل امتصاص السعرات والعناصر الغذائية بشكل أكبر. وتساعد المرضى على الشعور بالشبع بسرعة، وتؤدي عادةً إلى فقدان وزن أكبر مقارنةً بتكميم المعدة وحده.
4 تحويلة المعدة المفردة (OAGB)
تقلل هذه العملية حجم المعدة بنحو 15-20% عن طريق إنشاء جيب صغير جديد، يتم توصيله مباشرةً بالصائم (جزء من الأمعاء الدقيقة) دون استئصال المعدة الأصلية. تُجرى عبر شقوق صغيرة، وتؤدي عادةً إلى فقدان وزن أسرع مقارنةً بالتقنيات الأخرى، وقد ثبتت فعاليتها بشكل خاص في تحسين الحالات المرتبطة بالسمنة مثل السكري.
من يُعتبر مؤهلًا لإجراء جراحة السمنة لإنقاص الوزن؟
ليست كل شخص يرغب في إنقاص وزنه مؤهلًا لهذه الجراحة. قبل اتخاذ القرار، يقوم الأطباء بإجراء فحص جسدي وتقييم شامل لتحديد ما إذا كان المريض يفي بالمعايير اللازمة:
- الأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة الجسم (BMI) 30 أو أعلى، وخاصةً المصابين بداء السكري الذي لا يخضع للسيطرة.
- الأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة الجسم 32.5 أو أعلى مع حالات مرضية مصاحبة مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، أو انقطاع النفس أثناء النوم.
- الأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة الجسم 37.5 أو أعلى.
- الأشخاص المستعدين جسديًا وعقليًا: يجب أن يكون المريض بصحة جيدة تسمح له بتحمل الجراحة، وأن يكون ملتزمًا بإحداث تغييرات طويلة الأمد في عادات الأكل ونمط الحياة بعد العملية.
- الأشخاص الذين يفهمون المخاطر والآثار الجانبية المحتملة: يجب أن يكون المريض على دراية كاملة بالمخاطر المرتبطة بالعملية، ويقدم موافقته المكتوبة بعد توضيح جميع التفاصيل.
حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)
الصيغة المعتمدة لحساب مؤشر كتلة الجسم هي:
مؤشر كتلة الجسم (BMI) = الوزن (كجم) ÷ (الطول بالمتر)²
مثال:
إذا كان وزن الشخص 50 كيلوجرامًا وطوله 160 سنتيمترًا، فسيُحسب مؤشر كتلة الجسم على النحو التالي:
BMI = 50 ÷ (1.60 × 1.60) = 19.5
لمن يفكرون في إجراء جراحة السمنة لإنقاص الوزن:
من الضروري استشارة طبيب متمرس يمكنه تقييم الحالة الفردية ووضع خطة العلاج الأنسب.
جراحة السمنة ليست طريقًا سريعًا لفقدان الوزن، بل هي أداة فعّالة وآمنة للأشخاص الذين يعانون من حاجة طبية ملحة، ويكونون مستعدين للالتزام بتغييرات جوهرية في نمط حياتهم.
الاستشارات متاحة في مستشفى ويشتاني
لكل من يرغب في إنقاص الوزن والعلاج من السمنة عبر جراحات السمنة، نقدّم في مستشفى ويشتاني إرشادات دقيقة وتشخيصًا دقيقًا وعلاجًا فعالًا على مدار الساعة، بدعمٍ من فريق متخصص في إدارة الوزن الشخصية، ومجهزين بأحدث التقنيات الطبية المتقدمة.
جراحونا المهرة يتمتعون بخبرة عالية، وملتزمون بتوفير حلول آمنة وناجحة لإنقاص الوزن، مصممة لتلبية احتياجات كل مريض على حدة.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
مركز الجراحة – مستشفى ويشتاني
Vejthani Hospital
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating