اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، هو اضطراب يحدث أثناء النمو. ويتميز في المقام الأول بـ “التعايش بين مشاكل الانتباه وفرط النشاط، حيث يحدث كل سلوك بمفرده بشكل غير متكرر” وتبدأ الأعراض قبل سن السابعة.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، هو اضطراب نفسي يصيب الكثير من الأطفال. إذ يؤثر على حوالي 3 إلى 5 في المائة من الأطفال على مستوى العالم، حيث يتم تشخيص حوالي 2 إلى 16 % من الأطفال في سن المدرسة. لاسيما أنه اضطراب مزمن يستمر في 30 إلى 50 % من الأشخاص الذين تم تشخيصهم في مرحلة الطفولة بظهور الأعراض حتى مرحلة البلوغ. كما أن المراهقون والبالغون المصابون به يميلون إلى تطوير آليات التكيّف للتعويض عن بعض أو كل إعاقاتهم. إذ يُقدر أن نسبة 4.7 % من البالغين الأمريكيين يتعايشون مع هذه المشكلة. حيث يمكن استخدام مقاييس التقييم القياسية، مثل: مقياس الإبلاغ الذاتي لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة للبالغين، التابع لمنظمة الصحة العالمية، لفحص الاضطراب وتقييم شدة أعراضه.
يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بمعدل يتراوح بين ضعفين إلى أربعة أضعاف لدى الأولاد الذكور مقارنة بالفتيات، بحيث قد تكون السلوكيات مختلفة بين الصبيان والفتيات. فعلى سبيل المثال، قد يكون لدى الصبيان حركة زائدة، بينما تميل الفتيات إلى عدم أو نقص الانتباه. وعادة ما تتضمن إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مزيجًا من الأدوية والتعديلات السلوكية وتغييرات نمط الحياة والاستشارة الطبية.
لقد اعتُبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من حيث التشخيص والعلاج، أمر مثير للجدل منذ سبعينيات القرن العشرين. إذ شملت الخلافات بين الأطباء والمعلمين وصناع القرار والآباء ووسائل الإعلام، حول حقيقة الاضطراب وأسبابه واستخدام الأدوية المنشطة في العلاج. وأفادت الجمعية الطبية الأمريكية في عام 1998 إلى أن المعايير التشخيصية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تستند إلى بحث مكثف، وإذا تم تطبيقها بشكل مناسب، فإنها تؤدي إلى التشخيص بموثوقية عالية.
الأسباب
لا توجد أسباب محددة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. إلاّ أن هناك عدد من العوامل التي قد تساهم في حدوث الاضطراب أو تؤدي إلى تفاقمه. حيث تشمل هذه العوامل ما يلي:- العوامل الوراثية، والنظام الغذائي، والبيئات الاجتماعية والجسدية.
العلامات والأعراض
إن السلوكيات الرئيسية لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، هي عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاعية. إذ من الصعب تحديد أعراض هذا الاضطراب بشكل خاص، وذلك لأنه من الصعب رسم الخط الفاصل بين المستويات العادية الطبيعية لعدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاعية، وبين المستويات الفعلية للإضطراب نفسه الذي يتطلب إلى العلاج الطبي. ولتشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، فإنه يجب ملاحظة الأعراض في وضعين مختلفين لمدة ستة أشهر أو أكثر، وبدرجة أكبر من الأطفال الآخرين في نفس العمر.
هناك ثلاثة تصنيفات محتملة لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: النوع الأول: يتسم بعدم الانتباه بشكل أساسي، أو النوع الثاني: الذي يتسم بالنشاط المفرط والاندفاعية بشكل أساسي، أو النوع الثالث: وهو المشترك بين النوعين الأوليين، إذا تم استيفاء المعايير القياسية لكليهما.
قد تشمل أعراض النوع الذي يتسم بعدم الانتباه بشكل أساسي ما يلي:
- سهولة تشتيت الانتباه، وتفويت التفاصيل، ونسيان الأشياء، والانتقال بشكل متكرر من نشاط إلى آخر.
- صعوبة الحفاظ على التركيز على مهمة واحدة.
- الملل من مهمة ما بعد بضع دقائق فقط، ما لم يكن ذلك أثناء القيام بشيء ممتع.
- صعوبة التركيز والانتباه وإكمال مهمة معينة، أو تعلم شيء جديد، أو الصعوبة في إكمال الواجبات المنزلية أو تسليمها، وغالبًا ما يفقد المريض الأشياء اللازمة لإكمال المهامات أو الأنشطة (مثل الأقلام والألعاب والواجبات).
- عدم الاستماع أثناء التحدث إليه.
- الأحلام اليقظة، والارتباك بسهولة، والتحرك ببطء.
- صعوبة معالجة المعلومات بسرعة ودقة مثل الآخرين.
- صعوبة اتباع التعليمات.
قد تشمل أعراض النوع الذي يتسم بالنشاط المفرط والاندفاعية بشكل أساسي ما يلي:
- كثرة التحرك أثناء الجلوس، والتحرك بشكل متقطع.
- التحدث دون توقف.
- التحرك حول المكان، ولمس أو اللعب بالأشياء.
- صعوبة الجلوس ساكنًا أثناء تناول الطعام، والمدرسة، ووقت قراءة القصص.
- الحركة المستمرة.
- صعوبة القيام بالمهام أو الأنشطة الهادئة.
المظاهر الأساسية للاندفاع:
- عدم القدرة على التحلي بالصبر.
- إطلاق تعليقات غير لائقة، وإظهار المشاعر دون تحفظ، والتصرف دون مراعاة للعواقب.
- صعوبة انتظار الأشياء التي يريدونها أو انتظار دورهم في الألعاب.
قد تستمر الأعراض لدى نصف الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حتى سن البلوغ. وقد يكون من الصعب تقدير ذلك، لأنه لا توجد معايير تشخيصية رسمية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين.
الإدارة
غالبًا ما تتضمن طرق العلاج مزيجًا من تعديل السلوك، وتغيير نمط الحياة، والاستشارة الطبية، والأدوية. حيث أجريت دراسة في عام 2005 ، أن الإدارة الطبية والعلاج السلوكي هي الإستراتيجية الأكثر فعالية لإدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يليها العلاج الدوائي وحده، ثم العلاج السلوكي. في حين ثبت أن الأدوية تعمل على تحسين السلوك عند تناولها على المدى القصير، إلا أنه لم يثبت أنها تغير النتائج على المدى الطويل. إذ أن الأدوية لها تأثير في حوالي 80٪ من الناس على الأقل.
الأدوية
إن أقراص ميثيلفينيديت 10 مجم (AU) هو أفضل دواء في العلاج الطبي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. مع أن هناك عدد من الأدوية غير المنشطة، مثل: أتوموكستين، والتي يمكن استخدامها كبدائل. لاسيما أنه لا توجد دراسات جيدة حول الفعالية المقارنة بين الأدوية المختلفة، كما أن هناك نقص في الأدلة حول تأثيراتها على الأداء الأكاديمي والسلوكيات الاجتماعية. وعلى الرغم من أن الأدوية المنشطة و الغير المنشطة كالأتوموكستين آمنة بشكل عام، إلا أن هناك آثارًا جانبية وموانع لاستخدامها. حيث لا يُنصح باستخدام الأدوية للأطفال في سن ما قبل المدرسة، بسبب عدم معرفة آثارها الطويلة الأجل. وبما أن هناك بيانات قليلة جدا حول الآثار الضارة، أو الفوائد الطويلة الأجل لهذه الأدوية. فإن هناك اختلاف حول الإرشادات في استخدامها على المستوى الدولي. حيث يوصي المعهد الوطني للتميز السريري في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، باستخدامها في الحالات الشديدة فقط، في حين توصي معظم الإرشادات في الولايات المتحدة باستخدام الأدوية في جميع الحالات تقريبًا.
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
- Readers Rating
- Rated 4.5 stars
4.5 / 5 (Reviewers) - Outstanding
- Your Rating