مقالات صحية

التصلب الجانبي الضموري(ALS) خطر يهتك بالحياة

Share:

  في الآونة الأخيرة، من لا يعرف لعبة (تحدي دلو الثلج – (Ice Bucket Challenge وهي حملة تطوعية تجمع التبرعات لرعاية المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري أو ما يسمى بـ (ALS) في أمريكا، حيث لايزال الكثيرون لا يعرفون ما هو هذا المرض في ماهية، ومن الذي يمكن أن يصاب به. اليوم سوف يقوم الدكتور/ ناريس ساميتاسين طبيب أمراض المخ والأعصاب في مستشفى ويشتاني بشرح وتوضيح مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS=Amyotrophic Lateral Sclerosis) أو ما يعرف بــ (Lou Gehrig’s disease) وهو مرض التصلب العصبي الجانبي، الناتج عن تآكل الخلايا العصبية الدماغية والنخاع الشوكي. حيث أننا نجده من الأمراض الشائعة جداً ضمن مجموعة أمراض تآكل الخلايا العصبية (Motor Neuron  Disease: MND) . كما أن أسباب المرض لاتزال غير معروفة ولا توجد نظرية إلى الآن تثبت بشكل دقيق وواضح عن سبب حدوث هذا المرض، إلاّ أن هناك إحتمال بأنه ناتج عن خلل العمل الوظيفي للخلية أو ناتج عن أمور وراثية غير طبيعية أدت إلى تلف أو وفاة الخلية العصبية.

      أما بخصوص أعراض هذا المرض، فهو حدوث ضعف في العضلات مثل عضلات الذراعين، الساقين، العضلات المسؤولة عن البلع وحتى العضلات المسؤولة عن إخراج الصوت، حيث يكون هذا الضعف ناتجا عن تلف الخلايا العصبية وتدهورها. كما أن هناك أعراض تكون خارجة عن إطار الضعف في العضلات، وهي أن المريض يلاحظ وجود إهتزازات أو تموّجات في العضلات، وذلك في منطقة أول الذراع أو الكتف أو الساق أو في الوجه، إذ يحدث الشد في العضلات ثم يليه الضعف فيها. إلى جانب ذلك، تبدأ العضلات بالتقلص ويصغر حجمها. أما المصنفون من الدرجة العالية في الإصابة بهذا المرض، فيحصل لديهم ضعف في عضلة الحجاب الحاجز الذي يصيبهم بالتعب وضيق أو صعوبة في التنفس، مما قد يجعلهم يصارعون الموت.

      يكمل الدكتور / ناريس الحديث عن هذا الموضوع قائلاً: غالباً ما نجد مرضىALS  من الرجال أكثر من النساء، وأغلبهم من  كبار السن الذين تتراوح أعمارهم في الـ 60 فأكثر، أما الفئة المصابة بهذا المرض عن طريق الوراثة فمن الممكن أن نجدهم في أعمار صغيرة. كما أن أعراض هذا المرض تتدهور و تسوء بشكل سريع بعدما يتم التثبت بالفحوصات أن المريض يعاني فعلاً من مرض ALS  ، وغالباً ما تحدث الوفاة بعد عامين من الإصابة.

       في الوقت الحاضر يتم فحص هذا المرض عن طريق معرفة الأعراض وأيضاً عمل فحص التخطيط الكهربي للأعصاب والعضلات، إلى جانب عمل الرنين المغناطيسي (MRI) في منطقة الدماغ والنخاع الشوكي. لأن هناك أمراض أخرى لها أعراض الضعف في العضلات بسبب وجود تلف في الخلايا العصبية وتكون مشابهة لـ (ALS) مثل الحالات التي تعاني من تضيق الأوعية الدموية الدماغية في أماكن متعددة، أو المرضى الذين يعانون من الإنزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية للعمود الفقري الذي يضغط على الأعصاب، حيث يمكن معالجة هذه المشاكل بالعمليات الجراحية أو بالأدوية.   

       إن مرض (ALS) لا يزال من الأمراض التي لا يمكن معالجتها بشكل قاطع، سواء بواسطة الأدوية أو التدخل الجراحي وحتى بحقن الخلايا الجذعية (Stem Cell) ، وإنما فقط يمكن إبطاء تدهور المرض من خلال تناول الأدوية، ومع ذلك لاتزال الخلايا العصبية في تآكل مستمر. كما تكمن العناية بهذه الفئة من المرضى من خلال متابعة العلاج الطبيعي والإهتمام بالتغذية. إلى جانب أخذ الحيطة والحذر مما قد تسببه الآثار والمضاعفات الناجمة من ضعف العضلات مثل: إلتهاب الرئة، إلتهاب المسالك البولية وقرحة الضغط، وأيضاً الأعراض النفسية كالحزن والإكتئاب.    

الدكتور / ناريس  ساميتاسين       

طبيب أمراض المخ والأعصاب 

مستشفى ويشتاني

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 4.7 stars
    4.7 / 5 (3 )
  • Your Rating