جراحة صمام القلب بالمنظار… إحدى الطرق الحديثة في علاج مشاكل القلب.

في داخل القلب هناك 4 صمامات تعمل على ضبط مسار الدم في الجسم أثناء الدورة الدموية، وتوجيه الدم إلى الإتجاه الصحيح ليصل إلى كافة أنحاء الجسم بفعالية تامة، كما أنها تعمل على عدم تمكين الدم من العودة في الإتجاه المعاكس. ففي حال حدوث أي إضطرابات أو خلل وظيفي في الصمام فإنه يسبب بذلك تضيّق أو تسرّب في القلب، مما يؤدي إلى تدهور عمل القلب تدريجياً حتى يصاب المريض بفشل القلب.

في الماضي كانت جراحة القلب عن طريق إحداث جرح كبير في وسط الصدر يصل طوله 20-25 سم، حيث أن هذه الطريقة تعطي نتائج جيدة غالباً في علاج القلب، إلاّ أنها يجب قطع عظام القفص الصدري في المنتصف، مما قد يفقد الجسم كمية كبيرة من الدم وكذلك الإحساس بألم الجرح لفترة طويلة قد تصل 8-12 أسبوع، إلى أن يلتئم الجرح. بالإضافة إلى ترك ندبة لأثر الجرح من منطقة الحنجرة إلى منطقة الحجاب الحاجز بشكل واضح.

في وقتنا الحاضر تطورت التكنولوجيا الجراحية كثيراَ، فقد تم إدخال أجهزة ومعدات طبية  حديثة مثل : المناظير وكاميرات الفيديو للمساعدة في جراحة صمام القلب. حيث أن من مزايا هذه الأجهزة أن الجراحة تكون أدق وآمن، وكذلك حجم الجرح يكون أصغر عن ذي قبل وأسرع في التشافي، وكذلك فترة الإستفاقة تكون أقل.

إن المنظار المستخدم في جراحة صمام القلب يكون مختلف عن المناظير المستخدمة في الجراحات الأخرى، إذ تم إبتكاره خصيصا لجراحات القلب. حيث أن الجراحة تتم عبر إدخال كاميرا الفيديو من خلال ثقب الصغير في أضلاع القفص الصدري للمريض من الجهة اليمنى، وذلك لتكبير الصورة واستخدام نظام ثلاثي الأبعاد 3D في الرؤية. وتوصيل أنابيب خاصة للجهاز التنفسي الإصطناعي مؤقت عبر الشرايين في الفخذ، ليقوم بعمل عمل القلب الطبيعي. حيث أن القلب سوف يتوقف مؤقتأ عن النبض، مما يتيح للجرّاح إصلاح أو استبدال الصمام بأمان في تلك الأثناء.

عندما يتم إيقاف القلب يبدأ الجرّاح بتقييم حالة الصمام التالف، والنظر في استخدام الطريقة المناسبة في علاج الصمام وذلك إما عن طريق خياطة الصمام الممزق، أو إدخال حلقة لتشديد صمام القلب، أو استبدال الصمام بآخر صناعي في حال لا يمكن إصلاح الصمام التالف.

جراحة القلب بالمنظار أكثر أماناً.

إن جراحة صمام القلب بالمنظار تعتبر إحدى الطرق الأكثر أماناً ودقة مقارنة بالجراحة بالطريقة التقليدية. فهي مناسبة لمرضى القلب من كبار السن والذين قد يعانون من عدة أمراض أخرى، كما أنها تساعد المريض عل سرعة التشافي والعودة إلى ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي. مما يقلل من فترة التنويم في المستشفى.