نظرة عامة

انقطاع الطمث هو حالة طبية عند النساء تتميز بعدم وجود الدورة الشهرية لدى المرأة في سن الإنجاب. إذ إن هناك نوعان من انقطاع الطمث:

  • انقطاع الطمث الأولي : ويحدث عندما لا تحيض الفتاة لأول مرة بحلول سن الخامسة عشر أو خلال خمس سنوات من بداية تطور الثدي (أول علامة على البلوغ عند الإناث). حيث أن العمر الطبيعي لبدء الحيض يتراوح عادة بين 14 إلى 16 سنة. وعند غياب الدورة الشهرية، فإنه يدل على وجود خلل هرموني أو مشاكل أخرى في الجهاز التناسلي الأنثوي.
  • انقطاع الطمث الثانوي: يحدث عندما تتوقف الدورة الشهرية التي كانت تأتي بانتظام (كل 21 إلى 35 يومًا) فجأة ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر متتالية. غالبًا ما يكون سبب هذه الحالة الحمل أو التوتر أو مشاكل هرمونية.

يتم تحديد العلاج أو الأدوية المناسبة تبعًا لسبب انقطاع الطمث، حيث سيقوم الطبيب بتقييم الحالة الصحية العامة لكل مريضة على حدة لتحديد التشخيص الدقيق.

الأعراض

تعتمد علامات وأعراض انقطاع الطمث على السبب الكامن وراء الحالة، وقد تعاني المرأة من أعراض أخرى إلى جانب غياب الدورة الشهرية، مثل:

  • إفرازات بيضاء تشبه الحليب.
  • تساقط الشعر.
  • الصداع.
  • تغيرات في الرؤية.
  • زيادة الشعر في الوجه.
  • ألم في الحوض.
  • حب الشباب.
  • الغثيان.

ينبغي على النساء اللواتي يعانين من أي من هذه الأعراض أو لم يسبق لهن الحيض أن يحددوا موعدًا مع الطبيب أو أخصائي النساء والتوليد لتشخيص الحالة بشكل صحيح.

الأسباب

هناك عدة أسباب لانقطاع الطمث، بعضها طبيعي، والبعض الآخر قد يكون نتيجة لأعراض جانبية لأدوية معينة أو علامة على وجود مشكلة صحية أخرى.

انقطاع الطمث الطبيعي

قد يحدث انقطاع الطمث في مراحل مختلفة من حياة المرأة لأسباب طبيعية مثل:

  • الحمل.
  • الرضاعة الطبيعية.
  • انقطاع الطمث (سن اليأس).
  • وسائل منع الحمل.

يمكن أن يحدث انقطاع الطمث بسبب استخدام اللولب الرحمي، أو وسائل منع الحمل القابلة للحقن أو الزرع، أو حتى حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمونات تنظم الدورة الشهرية. عند التوقف عن تناول هذه الحبوب، قد يستغرق استعادة التبويض والدورة الشهرية الطبيعية عدة أشهر.

الأدوية

قد تتوقف الدورة الشهرية بعد استخدام بعض الأدوية، مثل:

  • مضادات الذهان.
  • العلاج الكيميائي للسرطان.
  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية ضغط الدم.
  • أدوية الحساسية.

عوامل نمط الحياة

هناك عدة عوامل في عادات أو نمط حياة الشخص يمكن أن تسبب انقطاع الطمث، مثل:

  • الوزن: النساء اللواتي يعانين من نقص في الوزن أو يقل وزنهن بنسبة 10% عن الوزن المثالي قد يعانين من اضطرابات هرمونية تؤثر على عملية الإباضة في الجسم. وأكثر الأسباب شيوعًا لانقطاع الطمث المرتبط بانخفاض الوزن هو اضطرابات الأكل، مثل: البوليميا أو فقدان الشهية العصبي (الأنوركسيا).
  • التمارين الرياضية: النساء اللاتي يمارسن رياضات مكثفة، مثل: الباليه قد يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية. انخفاض الدهون في الجسم، التوتر، والعجز الكبير في الطاقة. هذه كلها عوامل تتضافر لتسبب انقطاع الطمث لدى الرياضيين.
  • التوتر: قد يتأثر الوطاء (وهو منطقة في الدماغ تتحكم في الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية) بسبب التوتر النفسي. ونتيجة لذلك، قد يتوقف الإباضة والدورة الشهرية. وعندما يقل التوتر عادةً ما تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها.

اختلال التوازن الهرموني

هناك عدة حالات وأمراض يمكن أن تؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني عند النساء، مثل:

  • متلازمة تكيس المبايض (PCOS) : وهي حالة ينتج فيها المبايض مستويات عالية من الأندروجينات، مما يسبب اختلالًا هرمونيًا. وهذا الخلل الهرموني قد يعيق الإباضة.
  • اختلال وظيفة الغدة الدرقية: تنتج الغدة الدرقية هرمونات تنظم الأيض وتشارك في سن البلوغ والدورة الشهرية. يحدث انقطاع الطمث ومشاكل أخرى في الدورة عندما تكون الغدة الدرقية مفرطة النشاط (فرط الدرقية) أو ناقصة النشاط (قصور الدرقية).
  • ورم الغدة النخامية: تتحكم الغدة النخامية في إنتاج الهرمونات. وعلى الرغم من أن أورام الغدة النخامية غالبًا ما تكون حميدة (غير سرطانية)، إلا أنها قد تؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم مما يؤثر على الدورة الشهرية.
  • انقطاع الطمث المبكر : يحدث هذا عندما تدخل المرأة في سن اليأس مبكرًا عن المعتاد، فتتوقف المبايض عن إنتاج البويضات أو تقلله قبل سن الأربعين، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية. حيث يبدأ انقطاع الطمث عند النساء غالبًا في سن الخمسين تقريبًا.

المشاكل الهيكلية

يمكن أن تؤدي مشاكل في بنية الجهاز التناسلي إلى انقطاع الطمث، وتشمل :

  • تندب الرحم: قد يحدث بعد توسيع وكحت الرحم (D&C)، أو عملية قيصرية، أو علاج للأورام الليفية الرحمية. أو قد يحدث متلازمة آشيرمان، وهي اضطراب يتجمع فيه نسيج ندبي في بطانة الرحم. وهو ما يعيق تراكم وانسلاخ بطانة الرحم الطبيعية، والذي يمنع حدوث الدورة الشهرية.
  • غياب الأعضاء التناسلية: عيوب خلقية في أعضاء الجهاز التناسلي مثل: غياب الرحم أو عنق الرحم أو المهبل التي قد تنشأ أثناء تطور الجنين، مما يسبب انقطاع الطمث. ومع فقدان أجزاء من الجهاز التناسلي، لا يمكن أن تحدث الدورة الشهرية.
  • تشوهات هيكلية في المهبل: يحدث ذلك عندما يكون هناك انسداد في ممرات الجهاز التناسلي. حيث قد يبدو أن الشخص لا ينزل دم الحيض منه بسبب عدم وجود دم ظاهر، في حين أن الدم قد يكون محبوسًا في الرحم وعنق الرحم بواسطة غشاء أو حاجز في المهبل.

عوامل الخطر

تشمل عوامل الخطر المرتبطة بانقطاع الطمث ما يلي:

  • التاريخ العائلي : وجود تاريخ وراثي في العائلة، وذلك من خلال وجود نساء أخريات في العائلة قد عانين من انقطاع الطمث.
  • تاريخ بعض الإجراءات النسائية: يزداد خطر الإصابة بانقطاع الطمث إذا خضعت المرأة لتوسيع وكحت، خاصةً إذا كان ذلك مرتبطًا بالحمل، أو لإجراء يعرف باسم إجراء استئصال حلقة كهربائية .(LEEP)
  • اضطرابات الأكل : مثل فقدان الشهية العصبي (الأنوركسيا) أو البوليميا تزيد من خطر انقطاع الطمث.
  • التدريب الرياضي: يزداد خطر انقطاع الطمث لدى الرياضيات اللواتي يخضعن لتدريبات مكثفة بشكل منتظم.

التشخيص

بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث، فإنه يُنصح بزيارة طبيب النساء والتوليد لإجراء التشخيص الصحيح. حيث سيقوم الطبيب بإجراء فحص الحوض لتقييم وجود أي تشوهات مرتبطة بالأعضاء التناسلية. وإذا لم يسبق للمريضة أن جاءتها الدورة الشهرية من قبل، سيقوم الطبيب بفحص الأعضاء التناسلية والثديين لمعرفة ما إذا كانت تمر بتغيرات البلوغ الطبيعية أو لا.
قد يشير انقطاع الطمث إلى مجموعة واسعة من المشاكل الهرمونية. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت ويستلزم إجراء عدة فحوصات مختلفة لتحديد السبب الرئيسي.

الفحوصات

قد تتطلب عملية التشخيص عدة فحوصات، منها:

  • اختبار الحمل: من المرجح أن يوصي الطبيب بإجراء هذا الاختبار أولاً لاستبعاد أو تأكيد وجود حمل محتمل. وإذا كانت النتيجة سلبية، سيستمر الطبيب بفحص المريضة ومراجعة تاريخها الطبي.
  • اختبار وظيفة الغدة الدرقية: يقيم هذا الاختبار مدى كفاءة الغدة الدرقية من خلال قياس مستوى هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) في الدم.
  • اختبار وظيفة المبيض : يمكن قياس مستويات هرمون تحفيز الجريبات (FSH) في الدم لتقييم صحة المبايض.
  • اختبار البرولاكتين: البرولاكتين هو هرمون تفرزه الغدة النخامية، ويقيس هذا الاختبار مستوياته في الدم. حيث قد يشير انخفاضه إلى وجود ورم في الغدة النخامية.
  • اختبار الأندروجين: عادةً ما تكون مستويات هرمونات الذكورة (الأندروجينات) أعلى عند الرجال. وإذا كانت مرتفعة عند النساء، فقد يدل ذلك على وجود مشكلة صحية. قد يرغب الطبيب في قياس مستوى التستوستيرون في الدم إذا كانت المريضة تعاني من صوت خشن أو زيادة في نمو شعر الوجه.

اختبار التحدي الهرموني

يمكن للطبيب من خلال هذا الاختبار تحديد ما إذا كان نقص هرمون الإستروجين هو سبب انقطاع الطمث. إذ يجب على المريضة تناول دواء هرموني لمدة سبعة إلى عشرة أيام قبل الاختبار لمعرفة ما إذا كان هذا الهرمون سيحفز حدوث نزيف الحيض أو لا.

الفحوصات التصويرية

قد يقترح الطبيب إجراء فحوصات تصويرية مثل:

  • الموجات فوق الصوتية : يتيح هذا الفحص للطبيب رؤية الأعضاء الداخلية من خلال صور تعتمد على الموجات الصوتية، والتأكد مما إذا كانت الأعضاء ذات شكل طبيعي أو لا، مما يساعد في تحديد أي خلل قد يكون سببًا في انقطاع الطمث.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) : ويستخدم لتحليل سبب المشكلة في الغدة النخامية، حيث تُستخدم موجات الراديو والمجال المغناطيسي القوي لتوفير صور دقيقة لأي ورم موجود، أو لفحص الأعضاء التناسلية.

فحوصات التنظير

قد ينصح الطبيب بإجراء تنظير الرحم، وهي عملية تمرير كاميرا صغيرة عبر المهبل وعنق الرحم لرؤية داخل الرحم. ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء إذا فشلت طرق الفحص الأخرى في تحديد سبب انقطاع الطمث.

العلاج

يعتمد مسار العلاج على سبب الحالة. ويتم تقديم العلاج الطبي لحالات انقطاع الطمث الناتجة عن اضطرابات في الغدة الدرقية أو الغدة النخامية. كما قد يُوصى بالعلاج الجراحي إذا كان السبب ورمًا أو انسدادًا هيكليًا. أما في الحالات المتعلقة بالهرمونات، فعادةً ما يُنصح باستخدام حبوب منع الحمل أو علاجات هرمونية أخرى لاستعادة الدورة الشهرية الطبيعية
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

Doctors who treat this condition