نظرة عامة
الثآليل التناسلية عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويسببها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، حيث ينتقل من شخص لآخر عبر النشاط الجنسي، مثل: الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي. يُعد هذا الفيروس من أكثر أنواع الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًا.
عادةً ما تُصيب الثآليل التناسلية الأنسجة الرطبة في منطقة المهبل. حيث تُشكل العدوى نتوءات صغيرة، أو زوائد بلون الجلد أو وردية اللون، داخل الأعضاء التناسلية والمستقيم وحولهما. وغالبًا ما تكون الثآليل صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها. لاسيما قد تظهر تلك الثآليل التناسلية بعد أسابيع إلى سنة أو أكثر من الإصابة. وقد يكون الشخص حاملًا للفيروس دون ظهور أي علامات ظاهرة للثآليل.
هناك أكثر من 100 نوع مختلف من فيروس الورم الحليمي البشري. ولكن هناك بعض السلالات مثل النوعين 6 و11 من فيروس الورم الحليمي البشري، يمكن أن تُسبب الثآليل التناسلية، وبعضها، مثل النوعين 16 و18، يمكن أن تُسبب السرطان. عادةً، لا يُسبب نوع فيروس الورم الحليمي البشري المُسبب للثآليل التناسلية مرض السرطان. كما يمكن الوقاية من بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري التناسلية بالتطعيم.
الأعراض
ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري بسهولة من خلال التلامس الجلدي المباشر، كما هو الحال أثناء النشاط الجنسي أو أي اتصال آخر يشمل المنطقة التناسلية (مثل ملامسة اليد للأعضاء التناسلية).
عادةً ما تظهر الثآليل التناسلية لدى النساء على المهبل، والفرج، وشفرتي المهبل، والمنطقة الواقعة بين الأعضاء التناسلية الخارجية والشرج، والقناة الشرجية وعنق الرحم. أما لدى الرجال، فقد تظهر على كيس الصفن، أو فتحة الشرج، أو رأس القضيب أو جذعه. كما يمكن أن تصيب المنطقة الأربية، أو الشفتين، أو الفم، أو اللسان، أو الحلق.
بمجرد الإصابة، تشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:
- تورمات صغيرة بلون الجلد، بنية أو وردية اللون، في منطقة الأعضاء التناسلية.
- مظهر مسطح أو بارز، يشبه شكل القرنبيط، في منطقة الأعضاء التناسلية.
- حكة أو تهيج في منطقة الأعضاء التناسلية.
- حرقة أو ألم في منطقة الأعضاء التناسلية.
- نزيف خفيف أثناء الجماع.
يمكن أن تنمو الثآليل التناسلية أحيانًا لتكوّن مجموعات كبيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. أما لدى النساء، فتظهر الثآليل أو تتكرر أثناء الحمل، وذلك حسب كيفية تعامل جهاز المناعة مع الفيروس.
الأسباب
تنتج الثآليل التناسلية عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. حيث هناك أنواع محددة فقط من فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تسبب الثآليل التناسلية. وقد لا تظهر على بعض الأشخاص أي أعراض أو تظهر عليهم ثآليل فعلية، ولكنهم قد يكونون معديين.
عوامل الخطر
يُعتبر الأشخاص النشطون جنسيًا بشكل عام، أكثر عرضة للإصابة بالفيروس أو حاملين محتملين له. ومن العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة:
- التشخيص بأنواع أخرى من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- النشاط الجنسي في سن مبكرة.
- عدم معرفة تاريخ الجنسي للشريك.
- تعدد الشركاء.
- الجنس بدون وقاية.
- ضعف الجهاز المناعي بسبب العوامل مثل: فيروس نقص المناعة البشرية أو الأدوية بعد زراعة الأعضاء.
التشخيص
يبدأ الطبيب بفحص الثآليل الخارجية المرئية بشكل فوري. وفي بعض الحالات، وخاصةً إذا كان من الصعب تحديد موقعها، فقد يطلب الطبيب أخذ خزعة للتشخيص.
- فحوصات عنق الرحم: تُعد خدمات الرعاية الصحية الوقائية للنساء، مثل: فحوصات الحوض ومسحات عنق الرحم، ضرورية لمراقبة وتحديد الاضطربات المهبلية وعنق الرحم الناتجة عن الثآليل التناسلية أو المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم. وقد يُجري الطبيب تنظيرًا مهبليًا لتقييم عنق الرحم والمهبل وأخذ خزعة للتشخيص. حيث يُجرى فحص مسحة عنق الرحم باستخدام المنظار المهبلي، وإبقاء المهبل مفتوحًا ليتمكن الطبيب من رؤية القناة بين المهبل والرحم.
- اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) : يُعدّ النوعان 16 و18 من فيروس الورم الحليمي البشري السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم. حيث يمكن من خلال اختبار مسحة عنق الرحم أخذ الخلايا من عنق الرحم للتحقق من أي إضطربات قد تكون موجودة. بما في ذلك، ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية أو يُحتمل أن تكون سرطانية.
في النهاية، يُشفى فيروس الورم الحليمي البشري إذا كان لدى الشخص جهاز مناعي قوي قادر على القضاء على الفيروس أو تثبيطه بمرور الوقت. لذلك، غالبًا ما يُوصي الأطباء بإجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري للنساء في سن 30 عامًا فأكثر.
العلاج
يعتمد علاج الثآليل التناسلية على شكل تلك الثآليل، وموقعها، وعوامل أخرى، مثل: الحالة الصحية الحالية للشخص. ومع ذلك، ونظرًا لعدم وجود علاج دائم لفيروس الورم الحليمي البشري، فقد تتكرر ظهور الثآليل بعد العلاج. حيث قد تُعالج الثآليل، لكن الفيروس المسبب لها، قد يبقى مع الشخص المصاب.
تُستخدم عدة طرق لعلاج الثآليل التناسلية، وعادةً ما تكون على شكل أدوية أو جراحة. كما يمكن لبعض الأشخاص الذين ظهرت نتيجة فحص فيروس الورم الحليمي البشري لديهم بالإيجاب، ولكن لا تظهر عليهم أي ثآليل، استشارة الطبيب حول التدابير اللازمة لإدارة العدوى بفعالية وتجنب نقلها إلى شركائهم.
الأدوية
تتوفر العديد من العلاجات، على شكل كريمات أو سوائل، ويمكن استخدامها مباشرة على الثآليل التناسلية، وهي:
- إميكويمود (ألدارا، زيكلارا): يُوضع هذا الكريم مباشرة على الثؤلول (غالبًا في الليل) ويُترك لمدة تتراوح بين ست وعشر ساعات قبل غسل المنطقة بالماء. حيث يهدف هذا الكريم إلى تحفيز جهاز المناعة للقضاء على الثؤلول.
يُنصح بتجنب الجماع أثناء وضع الكريم على الجلد. فقد يُسبب تهيجًا لجلد الشريك ويُضعف الواقي الذكري والحاجز المهبلي. ولا يُنصح باستخدام هذا الكريم للنساء الحوامل.
بالنسبة لدواء ألدارا، يُوضع الكريم ثلاثة أيام أسبوعيًا لمدة تصل إلى 16 أسبوعًا، بينما يتطلب في دواء زيكلارا وضعه يوميًا لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع. وتشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء إيميكيمود تهيجًا خفيفًا، واحمرارًا، وآلامًا في الجسم، وإرهاقًا، أو سعالًا، وهي ما تشير إلى فعالية الدواء. - بودوفيلين وبودوفيلوكس: هذان الدواءان، على شكل جل أو محلول سائل، ويهدفان إلى القضاء على أنسجة الثآليل التناسلية. حيث يُمكن استخدام دواء بودوفيلوكس في المنزل، بينما يتم استخدام دواء بودوفيلين بواسطة الطبيب. حيث يتطلب في دواء بودوفيلين استخدامه أسبوعيًا لمدة أربعة إلى ستة أسابيع أو حتى تختفي الثآليل. أما محلول بودوفيلوكس فهو للاستخدام الخارجي فقط، ويُوضع مرتين يوميًا لمدة ثلاثة أيام متتالية. بعد ذلك، يُنصح بالامتناع عن تناول الدواء لمدة أربعة أيام وتكرار العملية حتى تختفي الثآليل تمامًا. إذ تشمل الآثار الجانبية الشائعة للدوائين تهيجًا خفيفًا للجلد، وألمًا، وتقرحات جلدية. كما لا يُنصح باستخدامهما أثناء الحمل.
- حمض بيكلورو أسيتيك (BCA) وحمض ثلاثي كلورو أسيتيك (TCA) : يُنصح باستخدام هذين الحمضين لإزالة الثآليل الداخلية، وهما آمنان للاستخدام من قبل النساء الحوامل. إذ يهدف هذان الحمضان إلى إذابة أنسجة الثآليل. بحيث يُستخدم حمض ثلاثي كلورو أسيتيك عادةً لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، أو حتى اختفاء الثآليل، حيث يقوم الطبيب برش الحمض على الثؤلول مرة واحدة أسبوعيًا. وقد يُسبب حمض ثلاثي كلورو أسيتيك تهيجًا وحرقًا وألمًا كآثار جانبية.
- سينيكاتيكين: وهو مرهم نباتي يُمكن استخدامه دون مساعدة الطبيب. حيث يحتوي على مادة الكاتيكين، وهو مضاد أكسدة قوي، ومعروف بخصائصه المُعززة للمناعة. ويُستخدم هذا العلاج عادةً للثآليل الخارجية. بحيث يُوضع المرهم على كل ثؤلول ثلاث مرات يوميًا لمدة تصل إلى 16 أسبوعًا. كما لا يُنصح باستخدامه في المهبل، أو فتحة الشرج، أو للأشخاص المصابين بالهربس النشط، أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. لاسيما أنه يجب تجنب الاتصال الجنسي أثناء استخدام الدواء، أو غسل المنطقة جيدًا قبل الجماع. وتتراوح الآثار الجانبية الشائعة بين الخفيفة والشديدة، مثل: الحكة، والاحمرار، والألم، والالتهاب، والتقرح، والتورم، والحرقان، وظهور بثور صغيرة.
- الإنترفيرون: يُستخدم هذا الدواء عادةً بالتزامن مع العمليات الجراحية في حال عدم فعالية الأدوية الأولية. حيث يُحفز هذا الدواء الجهاز المناعي في الجسم. ويتم استخدامه على شكل جل يوضع على الثؤلول أو على شكل حقنة يتم إعطاءه في الثؤلول. وتشمل الآثار الجانبية أعراضًا تُشبه أعراض الإنفلونزا، وفقدان الشهية، وألم.
تتطلب الثآليل الشائعة والثآليل التناسلية علاجات مختلفة. وقد لا يُنصح باستخدام العلاجات المنزلية والأدوية دون وصفة طبية لعلاج الثآليل التناسلية. لذا يجب استشارة الطبيب المتخصص قبل استخدام أي دواء.
الجراحة
قد يُنصح بالعلاجات الجراحية للثآليل ذات الأحجام الكبيرة، أو التي لا تستجيب للأدوية، أو التي تقع في المهبل، أو مجرى البول، أو فتحة الشرج، والمناطق التي بها تغيرات سرطانية. لاسيما أن الجراحة آمنة بشكل عام للنساء الحوامل.
العلاجات الجراحية الشائعة هي:
- العلاج بالتبريد: وهي طريقة يتم فيها تجميد الثآليل باستخدام النيتروجين السائل لتدميرها. حيث يمكن إزالة الأنسجة الميتة الناتجة بعد أسبوع تقريبًا. وقد يستلزم تكرار الجلسات عادةً كل أسبوع لمدة 4 أسابيع. كما يُعد الإحساس بالألم من الآثار الجانبية الشائعة للعلاج بالتبريد، وقد يُسبب أيضًا تهيجًا للجلد، وحدوث التورم والتقرحات، وظهور البثور. كما أن الإجراء لا يتطلب إلى التخدير.
- الكي الكهربائي: يُجرى هذا الإجراء في غرفة العمليات باستخدام التخدير الموضعي. حيث يتم حرق أنسجة الثآليل باستخدام الطاقة الكهربائية. وبعد العملية، قد يشعر المريض بتورم وألم.
- الاستئصال الجراحي: يمكن إزالة الثآليل التناسلية المرئية عن طريق الاستئصال الجراحي. حيث يستخدم الطبيب سكينًا جراحيًا أو مشرطًا لقطع الثآليل. وفي الحالات التي تكون فيها الثآليل في عنق الرحم لدى النساء، تُستخدم طريقة تُسمى إجراء الاستئصال الكهربائي الجراحي الحلقي (LEEP) وذلك من خلال تسخين حلقة سلكية معزولة بالكهرباء واستخدامها لقطع الأنسجة غير الطبيعية. وبعد الاستئصال، قد تشعر المريضة بألم ودوار. حيث يُجرى هذا الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام.
- العلاج بالليزر: يُنصح بهذا العلاج للثآليل المتعددة والمنتشرة والتي يصعب علاجها. حيث تُدمر طاقة الضوء القوية التي يُنتجها الليزر الثآليل التناسلية، مما يقطع إمداد الأوعية الدموية الدقيقة داخل الثآليل.
بالإضافة إلى أنه لا يُسمح بإجراء العلاج بالليزر إلا للأطباء المتخصصين والمدربين. كما أن يُستخدم التخدير الموضعي أثناء العلاج لتقليل الألم. مما قد يعاني المرضى من ألم وندبات وتغيرات في لون الجلد بعد العلاج.
أخيرًا، إن نجاح العلاج لا يعني اختفاء فيروس الورم الحليمي البشري من المريض. ومن المحتمل أن تتكرر الثآليل بعد أشهر أو سنوات من العلاج. هذا أمر شائع لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. في بعض الحالات، قد يتخلص الجسم السليم من الفيروس مع مرور الوقت. كما أنه قد يلزم تغيير نمط الحياة، حيث يمكن للأشخاص المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري استشارة الطبيب حول كيفية زيادة فرص تخلصهم من الفيروس
للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة
