التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد

نظرة عامة

التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد (AFM) هو مرض نادر وخطير يستهدف الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف مفاجئ في العضلات، وفقدان في ردود الفعل، وانخفاض في توتر العضلات. حيث تؤثر هذه الحالة بشكل أساسي على الأطفال الصغار، وقد تكون مهددة للحياة.

تم وصف التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد لأول مرة من قبل الباحثين في عام 2014. وقبل ذلك، كان الأطباء والباحثون يعتقدون أنه شكل من أشكال التهاب النخاع المستعرض.

إذ يؤدي هذا المرض إلى التهاب المادة الرمادية في الحبل الشوكي. وتُعد المادة الرمادية جزءًا أساسيًا من الجهاز العصبي المركزي، والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي، حيث تلعب دورًا حيويًا في تمكين الإنسان من أداء الأنشطة اليومية بسلاسة. وتتحكم المادة الرمادية وتحديدًا في الحبل الشوكي في تنظيم الحركة وتنسيق وظائف العضلات.

وقبل ظهور أعراض التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد، يعاني معظم الأطفال من مرض تنفسي خفيف أو حمى ناجمة عن عدوى فيروسية قبل فترة تتراوح بين أسبوع إلى أربعة أسابيع.

إذا بدأت أعراض المرض بالظهور، فمن الضروري الحصول على رعاية طبية فورية، حيث يمكن أن تتفاقم الحالة بسرعة. وقد تستدعي الحالة إلى الدخول إلى المستشفى، وفي بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجة إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي للمساعدة في عملية التنفس.

الأعراض

فيما يلي بعض العلامات والأعراض المفاجئة والأكثر شيوعًا لالتهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد:

  • ضعف في الذراع أو الساق.
  • انخفاض توتر العضلات.
  • تقلص ردود الفعل العصبية.
  • فقدان التوازن والتناسق الحركي.

قد تظهر أيضًا علامات وأعراض تحذيرية إضافية مثل:

  • التلعثم في الكلام أو صعوبة في البلع.
  • ألم في الرقبة أو الظهر أو الذراعين.
  • تدلي الجفون أو صعوبة في حركة العين.
  • تدلي في عضلات الوجه أو ضعف في الوجه.

بعض الأعراض غير الاعتيادية قد تشمل:

  • اضطراب في عمل المثانة والأمعاء.
  • الشعور بالوخز أو فقدان الإحساس أو خدر.

من الأعراض الخطيرة أيضًا:

  • فشل التنفس، الناتج عن ضعف عضلات التنفس.
  • عدم استقرار ضغط الدم.
  • التغيرات الحرارية في الجسم قد تكون مهددة للحياة.

إذا لوحظ أيًا من الأعراض أو العلامات المذكورة أعلاه، فيجب استشارة الطبيب فورًا.

الأسباب

يُعتقد أن التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد، ناتج عن عدوى فيروسية، وبشكل خاص فيروس معوي (Enterovirus) . في حين أن معظم الأشخاص الذين يصابون بالفيروسات المعوية يتعافون دون مشاكل، وقد يصاب بعض الأشخاص، وخاصة الأطفال، بالتهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد. والأسباب الدقيقة التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة لا تزال غير واضحة.

يمكن أن تكون أعراض التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد مشابهة لأعراض مرض فيروس شلل الأطفال (البوليو)، الذي قد يسبب ضعفًا وشللًا في الأطراف.

عوامل الخطر

يصيب التهاب النخاع الشوكي الرخو الحاد في الغالب الأطفال الصغار، ومع ذلك قد يصاب به أيضًا البالغون.

التخشيص

يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ الطبي الشامل، وإجراء الفحص الجسدي لتحديد الإصابة بالتهاب النخاع الرخو الحاد. وقد ينصح الطبيب بـ:

  • تقييم الجهاز العصبي:  يقيم الطبيب أجزاء الجسم التي تشعر بالضعف، أو ضعف توتر العضلات، أو انخفاض في ردود الفعل العصبية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)  يمكن للطبيب فحص الحبل الشوكي والدماغ باستخدام هذا التصوير.
  • الفحوصات المخبرية:  قد يجمع الطبيب عينات من السائل النخاعي، وسوائل الجهاز التنفسي، والدم، والبراز لتحليلها مخبريًا.
  • اختبار الأعصاب:  يقيس هذا الاختبار سرعة انتقال الإشارة الكهربائية عبر الأعصاب وسرعة استجابة العضلات لإشارات الأعصاب.

نظرًا لأن التهاب النخاع الرخو الحاد يظهر العديد من الأعراض المشابهة لحالات عصبية أخرى مثل: متلازمة غيلان باريه، فقد يكون من الصعب تشخيصه. حيث تساعد هذه الفحوصات في التمييز بين التهاب النخاع الرخو الحاد والأمراض الأخرى.

العلاج

حتى الآن، لا يوجد علاج محدد ومعروف لالتهاب النخاع الرخو الحاد. الهدف الأساسي من التدخل الطبي هو إدارة الأعراض وتخفيف الانزعاج.

قد يقترح طبيب الأعصاب المختص بعلاج أمراض الدماغ والحبل الشوكي على المريض اللجوء إلى العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي لتخفيف ضعف الذراع أو الساق. حيث يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين التأهيل طويل الأمد، خاصة إذا بدأ في المراحل المبكرة من المرض.

بالإضافة إلى ذلك، قد ينصح الطبيب باستخدام أدوية الكورتيكوستيرويد، أو مضادات الفيروسات، أو الأجسام المضادة المناعية (الإيمونوغلوبولين) التي تحتوي على أجسام مضادة صحية مأخوذة من متبرعين أصحاء لعلاج الحالة. وتشمل الخيارات العلاجية البديلة تبادل البلازما، الذي يتضمن إزالة واستبدال بلازما الدم. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه العلاجات فعالة.

في بعض الأحيان، تُجرى جراحة لنقل العضلات والأعصاب لتحسين وظيفة الأطراف.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

Doctors who treat this condition