مقالات صحية

تنظير الجهاز الهضمي: فحص بسيط بتشخيص موثوق وآمن خالٍ من المضاعفات والمخاطر

Share:

غالباً ما تظهر اضطرابات الجهاز الهضمي والأمعاء على شكل أعراض شديدة فقط عند تفاقم الحالة. لهذا، يُعتبر تنظير الجهاز الهضمي أداة حيوية لاكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة، خاصة  تلك التي تكون خطيرة. فبفضل هذا الفحص، يمكن تبسيط العلاج وتجنب تعقيداته المحتملة، مما يسهم في تحسين نتائج العلاج ورفع جودة الحياة للمرضى.

يقدم الدكتور بونليرت إمرابورن، طبيب الجهاز الهضمي في مستشفى ويشتاني، شرحاً مفصلاً للأعراض المرتبطة باضطرابات الجهاز الهضمي العلوي والسفلي. إذ يمكن أن تظهر أعراض الجهاز الهضمي العلوي على شكل ألم أو ضيق أو حرقان في الجزء العلوي من المعدة أو الحلق، وانتفاخ البطن الذي يشبه عسر الهضم، أو التجشؤ المتكرر، أو الغثيان والقيء. قد تترافق هذه الأعراض مع صعوبة أو ألم عند البلع، التهاب الحلق، جفاف الحلق، صوت أجش، أو السعال المتكرر بدون سبب واضح. تشير هذه الأعراض إلى وجود تشوهات في الجهاز الهضمي العلوي، والتي تشمل المريء، المعدة، والاثني عشر، ويمكن أن تكون دلالة على أمراض مثل قرحة المعدة، مرض الجزر المعدي المريئي، التهاب المريء، أورام المريء، أو حتى سرطان المعدة.

أما بالنسبة للجهاز الهضمي السفلي، فتشمل الأعراض الشائعة الإمساك المتكرر أو التناوب بين الإمساك والإسهال، وظهور دم في البراز، بالإضافة إلى بروز زوائد لحمية من فتحة الشرج، وانتفاخ وآلام في البطن، وملامسة كتلة في البطن، وفقدان الوزن، والشحوب، والشعور بالتعب. هذه الأعراض قد تشير إلى تشوهات في الأمعاء الدقيقة البعيدة، القولون، أو المستقيم، وغالباً ما تكون مؤشراً على وجود البواسير، مرض التهاب الأمعاء، نزيف القولون، أورام القولون، أو حتى سرطان القولون.

الكشف عن الأمراض من خلال تنظير الجهاز الهضمي يُعدّ أفضل وسيلة لتحديد التشوهات والعيوب في مراحلها المبكرة، حتى وإن كانت الأعراض خفيفة أو غير موجودة على الإطلاق. هذا الفحص يمكنه إيقاف تطور المرض قبل أن يصبح أكثر خطورة. ينصح الأطباء بإجراء هذا الفحص سنويًا للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عامًا، حيث تزداد مخاطر الإصابة بالأمراض مع التقدم في العمر.

تنظير الجهاز الهضمي ينقسم إلى نوعين:

1 .تنظير الجهاز الهضمي العلوي:

يُعَدُّ تنظير الجهاز الهضمي العلوي أداة فعّالة للكشف عن التشوهات في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، بما في ذلك المريء، المعدة، والاثني عشر. يستخدم الطبيب في هذا الإجراء منظارًا بشكل كأنبوب صغير ومرن، يحتوي على عدسة كاميرا وضوء في نهايته. يتم إدخال المنظار عبر الفم مرورًا بالمريء ووصولاً إلى المعدة، مما يُتيح للطبيب رؤية واضحة لأي شذوذ.

التحضير والاستعداد قبل إجراء التنظير

  • يجب الامتناع عن تناول الطعام والماء لمدة 6 إلى 8 ساعات قبل إجراء التنظير.
  • يجب الامتناع عن تناول بعض الأدوية التي قد ينصح الطبيب بتجنبها قبل 7 إلى 10 أيام من الفحص، مثل مضادات التخثر كالأسبيرين، وذلك لتقليل خطر النزيف أثناء التنظير.

بعد إجراء التنظير، يُنصح بعدم قيادة السيارة بنفسك بسبب تأثير التخدير المهدئ أو الموضعي الذي قد يُسبب شعورًا بالتعب أو النعاس أو الدوخة. يُفضل أن يصحبك أحد الأقارب لإعادتك إلى المنزل بأمان.

2. تنظير الجهاز الهضمي السفلي (تنظير القولون):

يُعَدُّ تنظير الجهاز الهضمي السفلي وسيلة فعّالة للكشف عن التشوهات في جدار الأمعاء الغليظة، مما يسهم في التشخيص المبكر لأمراض مثل السرطان والالتهابات والأورام الحميدة. يتميز هذا الإجراء بقدرته على إزالة بعض الأنسجة غير الطبيعية دون الحاجة إلى جراحة بطنية.

كيفية إجراء الفحص  :

يُعطى المريض دواءً مهدئًا لمساعدته على الاسترخاء والنوم أثناء الفحص، مما يضمن شعورًا بالراحة وعدم الإحساس بأي ألم.و يستخدم الطبيب أنبوبًا مرنًا يبلغ قطره حوالي 1 سم وطوله حوالي 150 سم. يتم إدخال الأنبوب في المستقيم عبر الشرج إلى الأمعاء الغليظة.لتصوير جدران القولون بدقة والبحث عن أي تشوهات أو أنسجة غير طبيعية أو أورام حميدة.

التحضير للفحص :

تنظيف الأمعاء: يجب أن تكون الأمعاء نظيفة تمامًا قبل يوم الفحص للحصول على أوضح صورة ممكنة. يتم ذلك عن طريق شرب سوائل مخصصة لتحفيز الأمعاء على التفريغ أو باستخدام طريقة تطهير القولون.

الامتناع عن بعض الأدوية: يجب الامتناع عن تناول أنواع معينة من الأدوية حسب توجيهات الطبيب، خاصة الأدوية التي قد تؤثر على نتائج الفحص.

النظام الغذائي قبل الفحص: قبل يومين من موعد الفحص، يجب تناول الأطعمة السائلة فقط التي لا تحتوي على ألياف، مثل الحساء، الأطعمة اللينة أو العصيدة، وعصير الفاكهة الصافي.

بعد الفحص: الراحة والمراقبة حيثيجب على المرضى الاستلقاء دون حراك لمدة ساعة واحدة بعد الفحص لمراقبة أي أعراض محتملة.قد يشعر المرضى ببعض الانزعاج في البطن أو الانتفاخ بسبب الهواء المستخدم أثناء الفحص، وهذه الأعراض ستزول تدريجيًا.

التنقل بعد الفحص: لا يجب على المرضى قيادة السيارة بأنفسهم بعد الفحص بسبب تأثير الأدوية المهدئة. يُفضل أن يكون هناك شخص من الأقارب ليأخذهم إلى المنزل.

يُعتبر تنظير الجهاز الهضمي من أكثر طرق الفحص دقة، حيث يُمكنه اكتشاف الأسباب المحتملة للأمراض حتى مع وجود خلل بسيط. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا الفحص أخذ خزعات لمزيد من التحليل دون الحاجة لجراحة.

من هم المرضى الذين يجب فحصهم بالتنظير؟

  • المرضى الذين يعانون من آلام البطن المزمنة: خاصة إذا لم تستجب الأعراض للعلاج الدوائي.
  • المرضى الذين يعانون من أعراض مقلقة أخرى: مثل فقدان الوزن، فقدان الشهية، القيء المزمن.
  • المرضى المسنون: الذين يعانون من أعراض الجهاز الهضمي، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
  • المرضى الذين يعانون من أعراض نزيف الجهاز الهضمي: مثل القيء الدموي أو البراز الأسود، أو وجود دم في البراز.
  • المرضى الذين يعانون من الإسهال المزمن: الذي لا يمكن تحديد سببه بطرق أخرى.

ومع ذلك، التنظير الهضمي السفلي  وهو خير وسيلة في الكشف المبكر عن سرطان القولون، الذي يُعد ثالث سبب رئيسي للوفاة بين أنواع السرطان المختلفة.

ان إجراء تنظير الجهاز الهضمي بانتظام وبناءً على توصيات الأطباء يساهم في الوقاية من الأمراض الخطيرة والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، مما يعزز جودة الحياة ويزيد من فرص العلاج الناجح عند اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 4.7 stars
    4.7 / 5 (3 )
  • Your Rating