مقالات صحية

مرض الزهايمر

Share:

نظرة عامة

مرض الزهايمر (AD Alzheimer’s Disease) هو حالة إعتلال عصبي دماغي يزداد تدهورا مع مرور الوقت. حيث يتميز بحدوث تغيرات في الدماغ  بسبب ترسب بروتينات معينة فيه. حيث يؤدي مرض الزهايمر إلى انكماش تدريجي في حجم الدماغ، مما يؤدي في النهاية إلى زوال خلاياه. لاسيما أن من أكثر أنواع الزهايمر هو الخرف، الذي يتميز بفقدان بطيء للذاكرة، والتفكير، والسلوك، والمهارات الاجتماعية. 

يظهر مرض الزهايمر في مراحله الأولية من خلال العلامات المبكرة لنسيان المحادثات أو الأحداث الأخيرة. ومع تقدم الحالة، سيعاني المريض من مشاكل حادة في الذاكرة بشكل متزايد، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض كبير في القدرات الوظيفية، وضعف القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.

ومع ذلك، لا يوجد أشخاص مصابون بمرض الزهايمر لديهم نفس التجارب في المرض. إذ سوف يمر كل مريض بمراحل مختلفة من المرض. كما أنه قد لا يواجه كل شخص جميع التغييرات. ونظرًا لأن مراحل المرض قد تتداخل ببعضها، فقد يكون من الصعب أحيانًا على مقدمي الرعاية الصحية تصنيف الشخص المصاب بمرض الزهايمر في أي مرحلة هو.

مراحل مرض الزهايمر:

  • المرحلة الخفيفة: ويحدث فيها نسيان المعلومات المكتسبة حديثًا، وخاصة الأحداث الأخيرة والمواقع والأسماء، وهي العلامة المبكرة الأكثر شيوعًا بين المصابين بالزهايمر. وعادة ما يمكن لأغلب الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر الخفيف، الذهاب إلى الأماكن المألوفة والتعرف على الوجوه دون أي مشكلة.
  • المرحلة المتوسطة: يمكن أن تستمر المرحلة المتوسطة من مرض الزهايمر لسنوات عديدة. ويحتاج الأشخاص الذين يعانون من المرض في هذه المرحلة في كثير من الأحيان إلى الرعاية والدعم.
  • المرحلة الشديدة: تبدأ أعراض الخرف بالظهور والتي تكون شديدة في هذه المرحلة النهائية من مرض الزهايمر. 

قد يمكن إبطاء تقدم الأعراض أو تحسينه عن طريق الأدوية. كما يمكن للبرامج والخدمات الصحية أن تفيد المرضى والأشخاص الذين يعتنون بهم.

لا يوجد علاج شاف من داء الزهايمر. لاسيما أنه يمكن أن يؤدي المرض إلى التدهور الشديد في وظائف الدماغ، بالإضافة إلى الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى. كما يمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.

الأعراض:

في بداية المرض، يكون المريض واعيا بوجود صعوبة في تذكر الأشياء والتفكير بوضوح. ومع تدهور الأعراض، من المحتمل جدًا أن يلاحظ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء تلك المشكلات.

إن العلامة الأساسية لمرض الزهايمر هي فقدان الذاكرة. حيث تتضمن مؤشرات الإنذار المبكر لفقدان الذاكرة: هي وجود صعوبة في تذكر المحادثات أو الأحداث الأخيرة. ولكن مع تفاقم المرض، تتراجع جودة الذاكرة وقد تظهر أعراض إضافية.

الذاكرة: 

من الطبيعي أن يصاب الجميع أحيانًا من مشاكل في تذكر الأشياء، ولكن النسيان المرتبط بمرض الزهايمر يكون مستمرًا ويزداد سوءًا أيضا بمرور الوقت.

قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر من الأعراض التالية:

  • كثرة تكرار العبارات والأسئلة نفسها، دون أن يدركوا ذلك في كثير من الأحيان.
  • وجود صعوبة في تذكر المحادثات أو المواعيد أو الأحداث المهمة.
  • وضع الأشياء في غير أماكنها المعتادة، مما يجعل من الصعب عليهم العثور على تلك الأشياء لاحقًا.
  • الشعور بالضياع في الأماكن المألوفة.
  • النسيان التدريجي لأسماء أفراد الأسرة والأقارب أو نسيان الأشياء المستخدمة يومياً، مما يضعف قدرتهم على التعرف على الوجوه وتذكر الأشياء المألوفة.  
  • مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عن الأفكار أو المشاركة في المحادثات أو وصف الأشياء بدقة.

التفكير والاستدلال:

تنشأ مشاكل التركيز والتفكير بسبب مرض الزهايمر، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأفكار والمفاهيم المجردة مثل الأرقام. حيث تعد إدارة المهامات المتعددة في وقت واحد أمرًا صعبًا للغاية. فضلاً عن أن هناك صعوبة في التعامل مع الأموال، والحفاظ على توازن دفاتر الشيكات، وتسديد دفعات الفواتير في الوقت المحدد. قد يفقد الشخص المصاب بمرض الزهايمر في النهاية القدرة على فهم الأرقام واستخدامها.

الأحكام واتخاذ القرار: 

تتدهور مهارات الحكم واتخاذ القرارات حال الإصابة بمرض الزهايمر. على سبيل المثال، قد يرتدي المصاب ملابس غير مناسبة للطقس، أو قد يتخذ قرارات سيئة في المواقف الاجتماعية. وقد يجد بعض الأشخاص صعوبة أكبر في التعامل مع المشكلات اليومية.

التخطيط وتنفيذ المهامات المألوفة: 

قد يصعب على المصابين بمرض الزهايمر إتمام المهامات البسيطة المألوفة التي لطالما اعتاد على القيام بها كتجهيز وإعداد وجبة طعام أو الانخراط في نشاط مفضل. أو يفقد القدرة على أداء الأعمال الأساسية في الحياة اليومية كارتداء الملابس والاستحمام. 

التغيرات الشخصية والسلوكية: 

قد تتأثر الحالات المزاجية والسلوكية بتغيرات الدماغ الناتجة عن مرض الزهايمر. حيث قد يصاب المريض بالاكتئاب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، وتقلب المزاج، والغضب، والسلوك العدواني، والأوهام.

المهارات المحفوظة: 

قد يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر الاحتفاظ ببعض المهارات حتى مع تفاقم الأعراض لديهم، على الرغم من التغيرات الكبيرة التي حدثت في ذاكرتهم وقدراتهم المعرفية. كقراءة الكتب أو الاستماع إلى القصص، أو مشاركة الذكريات، أو الغناء، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو الرقص، أو الرسم، أو صنع الحرف اليدوية. 

إن فقدان الذاكرة أو أعراض الخرف الأخرى يمكن أن يكون سببها مجموعة أخرى من الأمراض. وبعض هذه الأمراض قابلة للعلاج. حيث يمكن للشخص أن يتحدث مع الطبيب إذا بدء يشعر بالقلق بشأن ظهور أعراضٍ تشبه الخرف، أو إن كان قلقًا بشأن ذاكرته أو قدراته المعرفية الأخرى.

الأسباب:

لا يزال السبب الحقيقي لمرض الزهايمر غير معروف. ولكن، من المعلوم وبشكل رئيسي أن هناك بروتينات في الدماغ، تعاني من إضطراب في الأداء الوظيفي بشكل غير طبيعي. حيث يؤدي هذا الاضطراب إلى سلسلة من الأحداث التي ستتداخل مع الأداء الطبيعي لخلايا الدماغ المعروفة بـ( الخلايا العصبية). ونتيجة لذلك وبشكل تدريجي، تفقد الخلايا العصبية المتضررة اتصالاتها مع بعضها البعض، مما تتعرض للانحلال والموت مع مرور الوقت.

يعتقد الخبراء أن هناك سلسلة معقدة من التغيرات الدماغية الناشئة عن العوامل الوراثية والبيئية المتعلقة بنمط الحياة والتي حدثت على مدى عقود من الزمن، هي السبب في مرض الزهايمر. لاسيما أن هناك نسبة 1%  فقط، من حالات مرض الزهايمر الناتجة عن العامل الوراثي، تؤدي إلى إصابة مؤكدة بالمرض والتي عادةً ما تحدث في منتصف العمر.

هناك معلومة تقول إن مرض الزهايمر يبدأ في التطور قبل سنوات عديدة من ظهور أي أعراض له. وأثناء هذا التطور، يحدث في أغلب الأحيان الضعف والتلف في الجزء الذي ينظم الذاكرة من الدماغ. ثم ينتشر موت الخلايا العصبية بعد ذلك إلى الأجزاء الأخرى من الدماغ، لينكمش الدماغ بعدئذ انكماشا شديدا حينما يصل المرض إلى المراحل المتأخرة.  

تركز الأبحاث الحالية حول سبب مرض الزهايمر بشكل كبير على نوعين من البروتينات. إذ تعتبر هذه البروتينات هي المحور الأساسي لفهم الآليات الأساسية للمرض:

  • اللويحات العصبية  : هي تجمُّعات من الخلايا العصبية الميتة حولَ لبّ من النَشَوانِيّ بيتا
  • الحبائك العصبية اللييفية: هي جدائل ملتوية من البروتينات غير قابلة للذوبان في الخلية العصبية

عوامل الخطر

هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وهي كالآتي:

  • العمر: إن التقدم في السن هو أكبر عامل معروف لمرض الزهايمر. على الرغم من أن مرض الزهايمر ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة. ومع ذلك، فإن احتمالية تطوره ترتفع مع تقدم العمر.
  • الجنس: نظرًا لأن النساء غالبًا ما يعشن لفترةٍ أطول من الرجال، فإن عدد النساء المصابات بهذه الحالة بشكل عام أكبر.
  • التاريخ العائلي والوراثة: إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى، كأحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالفعل بالزهايمر، فمن المحتمل أن يكون خطر الإصابة به متزايدًا في العائلة. كما أنه من المحتمل أن تكون العوامل الوراثية أكثر تعقيدا. حيث اكتشف الباحثون أن هناك ثلاثة جينات نادرة، تؤكد بنسبة كبيرة احتمال إصابة الشخص الوارث لإحداها بداء الزهايمر، ولكن بشكل عام، تكون نسبة الإصابات بداء الزهايمر من خلال العامل الوراثي أقل من 1%.
  • متلازمة داون: يصيب مرض الزهايمر الكثير من الأشخاص المصابين بمتلازمة داون.  وقد يكون ذلك بسبب وجود ثلاث نسخ من الكروموسوم 21، لاسيما أنه  هو المسؤول عن إنتاج البروتين الذي يؤدي إلى تكوين بيتا أميلويد. حيث أنه يمكن أن تتحول جزيئات بيتا أميلويد إلى لويحات في الدماغ. وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة داون من الأعراض قبل 10 إلى 20 سنة مقارنة بعموم البشر.
  • الضعف المعرفي المعتدل (MCI): عندما يؤثر الاختلال المعرفي المعتدل على الذاكرة فإنه يولّد الضعف في المهارات الفكرية وغيرها، إلا أن هذا الضعف لا يمنع المريض من متابعة حياته بشكل طبيعي والمشاركة في البيئات الإجتماعية وبيئات العمل
  • تلوث الهواء: هناك دراسات أظهرت نتائجها التي أجريت على الحيوانات، أن جزيئات الملوثة العالقة في الهواء يمكن أن تعمل على تسريع تدهور الجهاز العصبي. كما أظهرت نتائج الأبحاث الأخرى التي أجريت على البشر حين التعرض للهواء الملوث، وخاصة الناتج عن حرق الأخشاب وعوادم السيارات، أنها تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
  • استهلاك الكحول: لقد ارتبط استهلاك الكحول بكميات كبيرة ولفترات طويلة بتغير كيمياء الدماغ. إذ تبين في عدد من الأبحاث والمراجعات الهامة، أن اضطرابات تعاطي الكحول تزيد من حدوث الخرف، وخاصة الخرف المبكر.
  • أنماط النوم السيئة: أظهرت الأبحاث أن عادات النوم السيئة، مثل: وجود مشاكل في النوم أو النوم لفترات طويلة، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
  • نمط الحياة وصحة القلب: وفقاً للأبحاث، فإن مؤشرات الخرف تشبه العوامل المرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب. إلاّ أنه غير معلوم بشكل واضح، ما إذا كانت هذه العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالخرف جرّاء تفاقم التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض الزهايمر أو بسبب تشوهات الأوعية الدموية في الدماغ.

ومن هذه الأنماط الحياتية ما يلي:

  • عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
  • عدم القدرة على السيطرة على مرض السكري من النوع 2.

إن تغيير السلوكيات الحياتية يمكن أن يغير المخاطر إلى حد ما من إحتمالات التعرض للإصابة. فعلى سبيل المثال، يرتبط انخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر بممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع النظام الغذائي الصحي الغني بالعناصر الغذائية.

  • التعلم مدى الحياة والمشاركة الاجتماعية: وفقًا للأبحاث، فإن التفاعل الاجتماعي والتحفيز الذهني طوال الحياة يمكن أن يقلل من الإصابة بمرض الزهايمر. ومن جانب آخر، قد يعد التحصيل العلمي المنخفض أي بمعنى (أقل من التعليم الثانوي) من عوامل الخطر المرتبطة بالزهايمر.

التشخيص:

عادة يستخدم الأطباء إجراءات مختلفة عند تقييم الحالة المرضية. وذلك ما إذا كان المريض الذي يعاني من مشاكل في الذاكرة أو أنه مصاب بالأمراض الأخرى وخاصة الاضطرابات العصبية التي يمكن أن تؤدي إلى الخرف، أو تظهر أعراض مشابهة لأعراض مرض الزهايمر. ومن خلال استخدام الأساليب التشخيصية المختلفة، يهدف الأطباء إلى التمييز بدقة بين مرض الزهايمر والحالات الأخرى.

إنّ فهم الأعراض أمر بالغ الأهمية لإجراء التشخيص الدقيق لمرض الزهايمر. إذ إنه من المفيد الحصول على المعلومات من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين حول الأعراض وكيفية تأثيرها على حياة المريض اليومية. كما يمكن أيضًا استخدام اختبارات الذاكرة والإدراك على المريض لتحديد مرض الزهايمر.

يمكن استخدام الاختبارات التالية لتحديد مرض الزهايمر:

  • الفحص البدني والعصبي: سيتم إجراء الفحص البدني من قبل الطبيب إلى جانب الفحص العصبي ولذلك لرؤية ردود الأفعال. وأيضا فحص شدة العضلات وقوتها، وقدرة المريض على النهوض من الكرسي والمشي، والحواس الأخرى مثل: البصر والسمع، والتناسق الحركي، والتوازن.
  • اختبار التصوير: عادة، يتم استخدام صور الدماغ لتحديد التغيرات الملحوظة المرتبطة بالأمراض الأخرى غير مرض الزهايمر، والتي قد تنتج أعراض مماثلة، مثل السكتات الدماغية أو الإصابات أو الأورام. فتقنيات التصوير الجديدة قد تساعد في تحديد تغيرات معينة في الدماغ، الناجمة عن مرض الزهايمر.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يتم في التصوير بالرنين المغناطيسي استخدام مجال مغناطيسي قوي وموجات الراديو، لتوفير صور مفصلة للدماغ. إذ لا يعمل الفحص بالرنين المغناطيسي على استبعاد الأمراض الأخرى فحسب، بل إنه قد يكشف أيضًا عن أي انكماش للمخ في منطقة الدماغ مرتبط بمرض الزهايمر. وبشكل عام، يُفضل استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي على التصوير المقطعي عند تقييم الخرف.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT): يمكن إنشاء صور مقطعية للدماغ باستخدام تقنية الأشعة السينية المتخصصة والمعروفة باسم الأشعة المقطعية. وذلك لاستبعاد الأورام والجلطات الدماغية وإصابات الرأس، والذي يشمل عادةً:

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): ويمكن فيه التقاط صور لعملية تطور المرض، حيث يتم حقن مادة تتبع إشعاعية منخفضة المستوى في الدم، أثناء فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، للكشف عن جانب معين من الدماغ. لاسيما أنه يمكن للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أن يتكون من:

  • تصوير الفلوروديوكسي جلوكوز (FDG) PET: حيث يوضح أجزاء الدماغ التي لا يتم فيها استقلاب العناصر الغذائية بشكل صحيح. والذي يمكن التمييز بين مرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى بشكل أسهل من خلال البحث عن أنماط تعاني من ضعف التمثيل الغذائي في الدماغ.
  • تصوير الأميلويد PET: يمكن تحديد كمية رواسب الأميلويد في الدماغ باستخدام هذه الطريقة. حيث يستخدم هذا الاختبار في المقام الأول في الأبحاث، ومع ذلك يمكن تطبيقه في الحالات التي تظهر فيها أعراض الخرف مبكرة جدًا أو غير عادية.
  • التصوير باستخدام بروتين Tau PET: يستخدم عادةً في إعدادات البحث وتقييم الحبائك العصبية الليفية في الدماغ.
  • فحص الدم: يمكن أن يساعد اختبار الدم في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للنسيان والخرف، مثل: حالة الغدة الدرقية أو انخفاض مستويات الفيتامينات. إذ يمكن أيضًا تحديد تركيزات بيتا أميلويد وبروتين تاو عن طريق اختبارات الدم، ولكن قد يكون الوصول إلى هذه الإجراءات مقيدًا.
  • الحالة العقلية والاختبار النفسي العصبي: لتقييم الذاكرة والقدرات الأخرى في التفكير، وقد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء اختبار سريع للحالة العقلية للمريض. حيث يمكن أن يوفر هذا النوع من الاختبارات مزيدًا من المعلومات حول الوظيفة العقلية التي يمكن مقارنتها بمعلومات الأشخاص من نفس العمر والمستوى التعليمي. إلى جانب ذلك، قد تساعد هذه الاختبارات في إجراء التشخيص، وتكون بمثابة أسس لمراقبة الأعراض.

في حالات محددة، يمكن استخدام اختبارات بديلة لتقييم مستويات بروتينات الأميلويد والتاو في السائل النخاعي. حيث قد يوصى بهذه الاختبارات عندما تتفاقم الأعراض بسرعة أو عندما يحدث الخرف في سن صغير وغير عادي.

  • الاختبارات التشخيصية المستقبلية: يجري الباحثون تحديثات لاختبارات يمكنها تقييم المؤشرات البيولوجية لمسارات المرض في الدماغ. إذ يمكن لهذه التشخيصات التي تشمل اختبارات الدم للتحقق من مستويات بيتا اميلويد ، أن تزيد من دقة التشخيص. كما أنها قد تجعل من الممكن التعرف على المرض قبل ظهور أي أعراض له. 

مع العلم أن الاختبارات الجينية لا يوصى بها عادةً لمعظم المرضى الذين يخضعون لتقييم مرض الزهايمر، إلا أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بالمرض قد يعتبرونها خيارًا. وقبل الخضوع للاختبار الجيني، من المستحسن أن يتم طلب الإستشارة مع أخصائي الجينات. إذ يسمح ذلك بإجراء تقييم شامل للفوائد والمخاطر المحتملة المرتبطة بالاختبار، والذي يساعد في اتخاذ قرار مستنير.

العلاج:

في حين أن العلاج النهائي لمرض الزهايمر لا يزال بعيد المنال، إلا أن هناك أدوية متاحة يمكن أن تبطئ بشكل مؤقت تطور أعراض الخرف. وتهدف هذه الأدوية إلى منع تفاقم التدهور المعرفي، بالإضافة إلى إمكانية إدارة الأعراض السلوكية المرتبطة بمرض الزهايمر وتحسينها من خلال هذه الأدوية والطرق العلاج الأخرى.

قد يكون من الممكن الحفاظ على الأداء اليومي لفترة من الوقت عن طريق علاج الزهايمر. ومع ذلك، لا يمكن للعلاجات الحالية أن توقف أو تعكس مرض الزهايمر.

الأدوية: 

يمكن أن تكون أدوية مرض الزهايمر مفيدة في الحالات التي تعاني من مشاكل في الذاكرة وغيرها من الإضطرابات المعرفية، وفي الوقت الحاضر، يتم استخدام نوعين من الأدوية لعلاج الأعراض:

  • مثبطات إنزيم الكولينستريز: يمكن لهذه الأدوية أن تزيد من مستويات التواصل بين الخلايا. تعمل الأدوية على حماية الناقل الكيميائي الذي ينضب في الدماغ بسبب الزهايمر. وأغلبية المرضى أفادوا بتحسن طفيف في الأعراض، بعد استخدام الأدوية في المراحل الأولى. 

قد تساعد مثبطات الكولينستراز في حل المشكلات السلوكية بما في ذلك الاكتئاب أو الانفعالات. حيث يمكن إعطاء الأدوية عن طريق الفم أو من خلال رقعة جلدية. حيث تُعد مثبطات إنزيم الكولينستراز مثل : دونيبيزيل، وجالانتامين. ورقعة ريفاستيجمين عبر الجلد. 

كما أنه من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لهذه الأدوية هي الإسهال والغثيان وفقدان الشهية وصعوبات النوم. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون لعدم انتظام ضربات القلب تأثيرًا سلبيًا كبيرًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية.

  • ميمانتين: يؤخر هذا الدواء تطور أعراض مرض الزهايمر المعتدلة إلى الشديدة من خلال العمل على شبكة اتصالات مختلفة لخلايا الدماغ. ويمكن استخدامه في بعض الأحيان مع مثبطات إنزيم الكولينستراز. ومن بين الآثار الجانبية النادرة إلى حد ما الارتباك والدوخة.
  • دواء إضافي: سمحت إدارة الغذاء والدواء (FDA) باستخدام عقار دوكانوماب في يونيو 2021 لإدارة عدد قليل من حالات مرض الزهايمر. حيث تم اختبار الدواء على الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر في مرحلة مبكرة، وأولئك الذين يعانون من الضعف الإدراكي المعتدل المرتبط بالمرض. 

وللمساعدة في إدارة الأعراض السلوكية لمرض الزهايمر، يمكن أحيانًا استخدام أدوية أخرى، مثل مضادات الاكتئاب.

  • إنشاء بيئة آمنة ومشجعةيعد تكييف خطة العلاج مع احتياجات المريض المصاب بمرض الزهايمر عنصرًا أساسيًا. لتقليل المهامات الكبيرة في استهلاك الذاكرة، وأيضاً إنشاء وتحسين الإجراءات الروتينية. إذ يمكن لهذه الإجراءات أن تبسط الحياة إلى حد كبير.

ومن أجل الحفاظ على شعور الشخص بالسعادة والقدرة الوظيفية، يجب مراعاة ما يلي:

  • لمنع فقدان الأشياء الثمينة، ينبغي الإحتفاظ بالمفاتيح والمحافظ والهواتف والأشياء الأخرى في نفس الموقع بالمنزل.
  • تخزين الأدوية في مكان آمن. واستخدام قائمة المهام اليومية لتذكر الجرعات.
  • توكيل من يقوم بمهام الأمور المالية. 
  • اطلب من مريض الزهايمر أن يحمل هاتفًا محمولاً مزودًا بميزة تتبع الموقع. وقم بإعداد الهاتف بأرقام هواتف مهمة.
  • الحرص على جعل المواعيد الطبية للمريض تكون في نفس اليوم والتوقيت في كل مرة وبشكل منتظم إن أمكن.
  • متابعة جدول الأعمال اليومية باستخدام التقويم أو السبورة. وشطب الأعمال المكتملة عند الانتهاء.
  • إزالة الأثاث الزائد والفوضى وسجاجيد الغير مرغوبة.
  • تركيب سور (درابزين) صغير وقوي في الحمامات وعلى السلالم.
  • التأكد من إرتداء الأحذية المريحة التي توفر الثبات الكافي.
  • التقليل من وضع المرايا في المنزل. لأن انعكاسات المرآة قد تكون مخيفة أو مربكة لمرضى الزهايمر.
  • التحقق مما إذا كان مريض الزهايمر يرتدي سوار التنبيه الطبي أو يحمل بطاقة هوية.
  • ترتيب الصور والأشياء العاطفية في جميع أنحاء المنزل.

للمزيد من المعلومات ولحجز المواعيد، نرجو الاتصال بنا من خلال فريقنا في الخدمات العربيّة

  • Readers Rating
  • Rated 4.7 stars
    4.7 / 5 (3 )
  • Your Rating