مقالات صحية

حصى المرارة لا يمكن علاجها بالتفتيت

Share:

لربما سمع الكثيرون عن تكوّن الحصوات في الجهاز البولي، ولطالما سمعوا أيضاً عن طريقة علاج الحصى بالتفتيت بحيث يتم تكسيرها إلى أجزاء صغيرة، وهي طريقة لا تستدعي الحاجة إلى تخدير كامل للجسم وإجراء عملية جراحية فيه. ولكن هل تعلم أن العلاج بهذه الطريقة لا تنفع مع حصى المرارة؟

إن تكوّن الحصوات داخل الجسم يختلف من نوع لآخر، وذلك إعتماداً على المادة المكوّنة للحصى والعضو الذي تكوّنت فيه. مع إختلاف طرق العلاج أيضاً من عضو لآخر، فمثلاً:

حصى المرارة : تتكوّن نتيجة وجود خلل في تكوين العصارة الصفراوية في المرارة، والذي غالباً ما يرتبط حدوث التكوين بفرط إرتفاع نسبة الدهون في الدم، مما يؤدي إلى تكوّن الحصى فيها.

حصوات المسالك البولية: وتعتمد حسب نوع الحصى والمكان الذي تكوّنت فيه: كحصى الكلى، وحصى الحالب، وحصى المثانة البولية، وحصى في مجرى البول، حيث تتكوّن عادة نتيجة إرتفاع تراكيز بعض المواد التي لها القدرة على تشكيل بلورات تؤدي إلى تكوّن الحصى، مثل: الكالسيوم، والأكسالات، وحمض اليوريك، بحيث هذا الإرتفاع يفوق قدرة السائل في البول على تخفيف تراكيز هذه المواد.

أما طريقة العلاج بالتفتيت، فهي عبارة عن جهاز يقوم بإطلاق موجات صوتية تصادمية تعمل على تكسير الحصوات في المسالك البولية إلى أجزاء صغيرة يمكن أن تخرج أثناء البول دون الحاجة إلى الجراحة، إلاّ أن هذه الطريقة غير مناسبة لعلاج حصى المرارة. وذلك بسبب مبدأ إطلاق تلك الموجات في الحصوة، إذ إن حصوة المرارة إذا تم تفتيتها فإنها سوف لا تزال تبقى داخل المرارة، دون التمكّن من طردها إلى خارج الجسم كما هو الحال مع حصوات المسالك البولية. لذلك فإن إستعمال طريقة التفتيت في علاج حصوة المرارة لا يكون لها أي فائدة، فضلاً عن أنه قد يسبب المزيد من الأعراض.

على كل.. فإن العلاج الوحيد لمشكلة حصى المرارة هي جراحة الإستئصال للمرارة نفسها، وذلك لتقليل فرص حدوث أي مضاعفات خطيرة، مثل: إلتهاب المرارة، إلتهاب قناة المرارة، إلتهاب البنكرياس. كما أن جراحة المرارة ليس لها آثار سلبية على الجسم، لأن المرارة ليست سوى مكان لحفظ العصارة الصفراوية التي تنتجها الكبد. فإذا تم إستئصالها فإن الجسم لا يزال قادراً على إنتاج تلك العصارة من الكبد. في وقتنا الحاضر، هناك تقنية جديدة في جراحة إستئصال المرارة. وهي جراحة التنظير بعمل جرح وحيد، يتم إجرائها في منطقة السرة. بحيث يكون الجرح أقل حجماً ولا يظهر فيه أثر الندبة الجراحية لكونه في منطقة السرة. كما أنها تكون أقل ألماً وأسرع في التعافي، مقارنة بجراحة تنظير البطن التقليدية التي تعتمد على إحداث 2-3 جروح لإدخال المنظار.           


  • Readers Rating
  • Rated 3.6 stars
    3.6 / 5 (5 )
  • Your Rating